مجموع كتب ورسائل الإمام الأعظم أمير المؤمنين زيد بن علي (ع)،

الإمام زيد بن علي (المتوفى: 122 هـ)

كتاب الإيمان

صفحة 171 - الجزء 1

  تعالى لربه تبارك وتعالى، فلو كانوا مشركين لم يعص اللّه تعالى، فيدخلون معه بعد المسجد الحرام، ولأنهم لم يسمهم اللّه ø: مشركين، وجرت عليهم أحكام محمد ÷.

  وقل لهم: أتعلمون أن اللّه تبارك وتعالى أنزل على محمد ÷: {وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُوا وَهُمْ فَاسِقُونَ}⁣[التوبة: ٨٤]، فهذه الآية نزلت في (عبد الله بن أُبَي بن سلول) المنافق، وكان عبد الله رأس المنافقين، ليس يمتري فيه أحد ممن يقرأ القرآن أو سمع العلم.

  وسلهم هل ورِثَهُ ولده للذكر مثل حظ الأنثيين أم لا؟ وورثته امرأته الثمن، واعتدت منه أربعة أشهر وعشراً، فإنها لو كانت تحت أصحاب محمد ÷ لم تزد على هذا.

  فسلهم عن رجلين أخوين لأب وأم كان لأحدهما ابن وكلاهما يدعيان الإسلام وكلاهما أخوان، فوثب الذي له ابن على الذي ليس له ابن فقتله وبقي الذي له ابن. فورث الابن عمه، ولم يرث الأخ أخاه فسلهم لم ورث ابن الأخ عمه؟

  فإن قالوا: لا ندري.

  فقل: لكني أدري لأن الأخ قتل أخاه، فانقطع الميراث الذي بينهما فلم يرث أخاه، فلو كانا مؤمنين كليهما القاتل والمقتول ورثه.

  وسلهم عن الذين قالوا: {مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا}⁣[الأحزاب: ١٢]، أمشركين كانوا؟ فإن هؤلاء قد أعلنوا قولهم، فلوا كانوا مشركين ضربت أعناقهم، وقد قال اللّه تعالى: {فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ}⁣[التوبة: ٥]، فإن قالوا: نعم هم مشركون. فإنه حق على المسلمين أن يضربوا أعناقهم، ولكني أراهم قد عرفوا اللّه وعرفوا رسوله ÷ بالقول بألسنتهم، وجحدوا