مجموع كتب ورسائل الإمام الأعظم أمير المؤمنين زيد بن علي (ع)،

الإمام زيد بن علي (المتوفى: 122 هـ)

[اختلاف الأمة في تعيين الخليفة]

صفحة 179 - الجزء 1

  كِتَابٌ مِنْ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ٦٨ فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلَالًا طَيِّبًا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ}⁣[الأنفال: ٦٧ - ٦٩].

  فالذي⁣(⁣١) يخطئ مرة ويصيب مرة فليس ما يخطيء ويصيب بيقين ولا حجة ولا ثقة؛ ولكن الحجة عند اللّه الطاعة لله ولرسوله ÷، وما اجتمعت عليه الأمة بعد الرسول ÷(⁣٢).

  وقد بين اللّه تبارك وتعالى في كتابه فقال: {مَنْ يُطِعْ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا}⁣[النساء: ٨٠]، والآخذون بما جاء به الرسول ÷ من كتاب اللّه والسُّنَّة، مطيعون لله وللرسول ÷، مستوجبون من اللّه تعالى الكرامة والرضوان، والتاركون لذلك عاصون لله ولرسوله ÷ مستوجبون من اللّه تعالى العذاب.

[اختلاف الأمة في تعيين الخليفة]

  أما بعد ..

  فإنا قوم لم ندرك النبي صلى اللّه عليه وعلى أهل بيته وسلم، ولا أحداً من أصحابه الذين اختلفوا بينهم⁣(⁣٣) فنعلم كيف كان الخلاف بينهم، ونعلم أي الفريقين أولى بالحق والصدق؛ فنتابعهم ونتولاهم ونكون معهم، كما قال اللّه تعالى في كتابه:


(١) في أنوار اليقين: والذي.

(٢) في أنوار اليقين: ولكن الحجة علينا عند الله تعالى لله ولرسوله، وما أجمعت عليه الأمة بعد الرسول مما جاء به الرسول، وسنة نبيه ÷.

(٣) لا خلاف أن الإمام زيد # أدرك بعض الصحابة كجابر بن عبدالله الأنصاري، وأبا الطفيل عامر بن واثلة، وغيرهما، فمراده بهذا الكلام أنه لم يدرك أحداً من الصحابة الذين وقع بينهم اختلاف.