[خيرة الله من خلقه]
  عَظِيمًا ٩٥ دَرَجَاتٍ مِنْهُ وَمَغْفِرَةً وَرَحْمَةً وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا}[النساء: ٩٥ - ٩٦].
  فقبلنا منهم، وشهدنا أن خِيرَةَ اللّه من المتقين المجاهدون في سبيل اللّه من المتقين.
  ثم سألنا الفريقين: هل لله خيرة من المجاهدين في سبيل اللّه؟
  قالوا: نعم.
  فقلنا: من هم؟
  فقالوا: السابقون - من المهاجرين - إلى الجهاد.
  فقلنا: مابرهانكم عليه؟
  فقالوا: قول اللّه تبارك وتعالى: {لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنْ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ}[الحديد: ١٠].
  فقبلنا ذلك منهم، وشهدنا أن خيرة اللّه من المهاجرين المجاهدون السابقون إلى الجهاد.
  ثم سألنا الفريقين: هل لله خيرة من السابقين إلى الجهاد؟
  قالوا: نعم، أكثرهم عملاً في الجهاد، وأكثرهم ضرباً وطعناً وقتالاً في سبيل اللّه.
  فقلنا: هاتوا برهانكم عليه؟
  قالوا: قول اللّه تبارك وتعالى: {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَه}[الزلزلة: ٧]، وقوله تعالى: {وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ}[المزمل: ٢٠].
  فقبلنا منهم، وشهدنا أن خيرته من السابقين إلى الجهاد أكثرهم عملاً في الجهاد، وأبذلهم لمهجته لله، وأكثرهم قتالاً لعدوه.