مجموع كتب ورسائل الإمام الأعظم أمير المؤمنين زيد بن علي (ع)،

الإمام زيد بن علي (المتوفى: 122 هـ)

[خيرة الله من خلقه]

صفحة 184 - الجزء 1

  عَظِيمًا ٩٥ دَرَجَاتٍ مِنْهُ وَمَغْفِرَةً وَرَحْمَةً وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا}⁣[النساء: ٩٥ - ٩٦].

  فقبلنا منهم، وشهدنا أن خِيرَةَ اللّه من المتقين المجاهدون في سبيل اللّه من المتقين.

  ثم سألنا الفريقين: هل لله خيرة من المجاهدين في سبيل اللّه؟

  قالوا: نعم.

  فقلنا: من هم؟

  فقالوا: السابقون - من المهاجرين - إلى الجهاد.

  فقلنا: مابرهانكم عليه؟

  فقالوا: قول اللّه تبارك وتعالى: {لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنْ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ}⁣[الحديد: ١٠].

  فقبلنا ذلك منهم، وشهدنا أن خيرة اللّه من المهاجرين المجاهدون السابقون إلى الجهاد.

  ثم سألنا الفريقين: هل لله خيرة من السابقين إلى الجهاد؟

  قالوا: نعم، أكثرهم عملاً في الجهاد، وأكثرهم ضرباً وطعناً وقتالاً في سبيل اللّه.

  فقلنا: هاتوا برهانكم عليه؟

  قالوا: قول اللّه تبارك وتعالى: {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَه}⁣[الزلزلة: ٧]، وقوله تعالى: {وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ}⁣[المزمل: ٢٠].

  فقبلنا منهم، وشهدنا أن خيرته من السابقين إلى الجهاد أكثرهم عملاً في الجهاد، وأبذلهم لمهجته لله، وأكثرهم قتالاً لعدوه.