مجموع كتب ورسائل الإمام الأعظم أمير المؤمنين زيد بن علي (ع)،

الإمام زيد بن علي (المتوفى: 122 هـ)

[تفضيل علي # على أبي بكر]

صفحة 185 - الجزء 1

[تفضيل علي # على أبي بكر]

  ثم سألنا الفريقين عن هذين الرجلين الذين اختلفت فيهما هذه الأمة - علي بن أبي طالب، وأبي بكر بن أبي قحافة - أيهما كان أكثر عملاً في الجهاد في سبيل اللّه، وأكثر ضرباً وطعناً وصبراً وقتالا، ومَنَعَةً، ويخاف منه من خالف الحق⁣(⁣١)؟

  فاجتمع الفريقان على أن علي بن أبي طالب أكثرهم عملاً في الجهاد في سبيل اللّه.

  فلما اجتمع على ذلك الفريقان قبلنا منهم، وشهدنا أن عَليَّ بن أبي طالب ~ خيرٌ من أبي بكر، بما دل عليه الكتاب والسنة - فيما اجتمعوا عليه - من فضله في كتاب اللّه الذي لا خلاف فيه.

  فَدَلَّ ما أجمعت عليه الأمة على أن خيرة اللّه المتقون، وأن خيرة اللّه سبحانه وتعالى من المتقين المجاهدون في سبيل اللّه، وأن خيرة اللّه من المجاهدين السابقون إلى الجهاد، وأن خيرة اللّه من السابقين أكثرهم عملاً في الجهاد.

  واجتمعت الأمة على أن خيرة اللّه من السابقين إلى الجهاد البدريون، وأن خيرة البدريين المجاهدين هذان الرجلان اللذان اختلفت فيهما الأمة: أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، وأبو بكر بن أبي قحافة.

  فلم يَزَل الفريقان يُصَدِّق بعضهم بعضاً ويدل بعضهم على بعض، حتى دلوا على خِيْرة هذه الأمة بعد نبيها ÷ بما اجتمعت عليه الأمة من كتاب اللّه وسنة نبيه ÷.

[خير المتقين]

  ثم سألنا الفريقين حيث اجتمعوا على أن خيرة اللّه هم المتقون - فسألنا من هم؟


(١) في النسخ: وخوفاً منه من خالف الحق في سبيل الله، ولعل ما أثبت هو الأصح.