مجموع كتب ورسائل الإمام الأعظم أمير المؤمنين زيد بن علي (ع)،

الإمام زيد بن علي (المتوفى: 122 هـ)

[من هو أعلم الناس؟]

صفحة 186 - الجزء 1

  فقالوا: هم الخاشئون.

  فقلنا: ما برهانكم عليه؟

  فقالوا: قول اللّه تبارك وتعالى: {وَأُزْلِفَتْ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ ٣١ هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ ٣٢ مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَانَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ}⁣[ق: ٣١ - ٣٣]. وقوله: {وَضِيَاءً وَذِكْرًا لِلْمُتَّقِينَ ٤٨ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ وَهُمْ مِنْ السَّاعَةِ مُشْفِقُونَ}⁣[الأنبياء: ٤٨ - ٤٩].

  فقبلنا منهم، وشهدنا أن المتقين هم الخاشئون.

  ثم سألنا الفريقين عن الخاشئين؟

  فقالوا: العلماء.

  فقلنا: هاتوا برهانكم عليه؟

  فقالوا: قول اللّه تبارك وتعالى: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ}⁣[فاطر: ٢٨].

  فقبلنا منهم، وشهدنا أن الخاشئين هم العلماء.

[من هو أعلم الناس؟]

  ثم سألنا الفريقين عن أعلم الناس من هو؟

  فقالوا: أعمل الناس بالعدل، وأهداهم إلى الحق وأحقهم أن يكون متبوعاً حاكماً ولا يكون تابعاً.

  فقلنا: ما برهانكم عليه؟

  فقالوا: قول اللّه تبارك وتعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ وَمَنْ قَتَلَهُ مِنْكُمْ مُتَعَمِّدًا فَجَزَاءٌ مِثْلُ مَا قَتَلَ مِنْ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ}⁣[المائدة: ٩٥]، فجعل الحكومة لأهل العدل وأهل العلم.