[الدليل على صحة ما تقدم من الكتاب]
  وسلم ذلك، فقال في الكتاب: {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ}[النحل: ٨٩]، وقال: {وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ}[يونس: ٥٧].
[الدليل على صحة ما تقدم من الكتاب]
  واجتمعت الأمة على أنه لابد لهم من والٍ يجمعهم ويدبر أمورهم.
  واجتمعت على أنه لا يحل لهم أن يعملوا عملاً، أو يقولوا: اقرأ علينا هذا القرآن - فيمضوا لما يأمرهم به القرآن الذي يعرفه صغيرهم وكبيرهم - حتى إذا بلغ: {وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمْ الْخِيَرَةُ}[القصص: ٦٨]، فيقول: اثبتها(١) واعزلها.
  فإنا نجد اللّه تبارك وتعالى خلق الخلق، فاختار خيرةً من الخلق ما ليس لنا أن نختار غيرهم.
  ثم يقولون إقرأ حتى ننظر مَنْ خِيرَتُهُ من خلقه الذين اختارهم، فيقرأ حتى إذا بلغ: {يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ}[الحجرات: ١٣]، فيقولون: قد فَسَّرَتْ لنا هذه الآيةُ وقد دَلَّتْنَا على أن خيرة اللّه من خلقه المتقون.
  ثم يقولون: اقرأ حتى نعلم مَنِ المتقون. فيقرأ حتى إذا بلغ: {وَأُزْلِفَتْ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ ٣١ هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ ٣٢ مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَانَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ}[ق: ٣١ - ٣٣]، فيقولون: قد دلت هذه الآية على أن المتقين هم الخاشئون.
  ثم يقولون: اقرأ حتى إذا بلغ: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ}[فاطر: ٢٨]،
(١) اثبتها: أي اسقطها.