[أعلم أصحاب رسول الله ÷]
  فيقولون: قد دلتنا هذه الآية على أن الخاشئين هم العلماء.
  ثم قالوا: اقرأ حتى نعلم أي العلماء خيرٌ وأفضل أم غيرهم؟ فيقرأ، حتى إذا بلغ: {هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ}[الزمر: ٩] فيقولون: قد دَلَّتَناَ هذه الآية على أن العلماء أفضل وخير من غيرهم.
  ثم يقولون: اقرأ، حتى إذا بلغ: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحْ اللَّهُ لَكُمْ وَإِذَا قِيلَ انشُزُوا فَانشُزُوا يَرْفَعْ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ}[المجادلة: ١١] فيقولون: قد فَسَّرَتْ لنا هذه الآية ودَلَّتناَ على أن اللّه تبارك وتعالى قد اختار أهل العلم وفضلهم ورفعهم فوق الذين آمنوا درجات.
[أعلم أصحاب رسول الله ÷]
  وأجمعت الأمة على أن الفقهاء العلماء من أصحاب رسول اللّه ÷ الذين كان أصحاب رسول اللّه ÷ يأخذون عنهم أبواب صلواتهم، وزكواتهم، وطلاقهم، وسننهم، وفرائضهم، ومشاعرهم - فقالوا: علي بن أبي طالب(١)، وعبدالله بن العباس(٢)، وعبدالله بن مسعود(٣)
(١) علي بن أبي طالب - عبد مناف - بن عبدالمطلب بن هاشم، ولد # قبل البعثة بثلاث عشرة عاماً على أصح الأقوال في السابع من شهر أيلول - في الثالث عشر من شهر رجب.
ولدت به أمه في جوف الكعبة، أخذه رسول الله ÷ ورباه في حجره، فلما بعث ÷ كان أول من آمن به وصدقه وصلى معه إذ بعث رسول الله يوم الاثنين وصلى علي # يوم الثلاثاء بعد خديجة & وشهد جميع غزوات رسول الله وكان حامل رايته فيها جميعها إلا في غزوة تبوك فإنه خلفه رسول الله على المدينة وقال له: «أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي». =