مجموع كتب ورسائل الإمام الأعظم أمير المؤمنين زيد بن علي (ع)،

الإمام زيد بن علي (المتوفى: 122 هـ)

سبب الإنتماء إلى الإمام زيد بن علي #؛ ومعناه

صفحة 18 - الجزء 1

  الذي أجمعت أكثر الطوائف الإسلامية والفرق على تفضيله وعلمه، وأثنى عليه العلماء من شتى الفرق والمذاهب، وأصبح الكثير من العلماء المحققين ينسبون أنفسهم إليه وإلى عقيدته ومذهبه، وأصبحت كثير من الطوائف تتشبث به، وتنسب نفسها إليه، وتجعله من روّادها ومفكّريها.

  فترى أن المعتزلة تدخله ضمن طبقاتها، وتدّعي كونه معتزلياً كما فعل ذلك القاضي عبد الجبار بن أحمد الهمداني المعتزلي، وأثنى عليه علماء المعتزلة كالجاحظ في كتاب البيان والتبيين وشهد له بنهاية التقدم في علم الكلام.

  وكجعفر بن حرب في كتاب الديانة، وكمحمد بن عبدالله أبو جعفر الإسكافي وغيرهم، وينتسبون إليه في كتبهم، ويقولون: نحن زيدية، كما ذكر ذلك الإمام أبي طالب في الدعامة، ونشوان الحميري في الحور العين.

  وترى أن أهل السنة ينسبون أنفسهم إليه، ويدّعون اتّباعه، ويجرونه إليهم، كما فعل ذلك الخطيب في كتابه (الإمام زيد المفترى عليه) حيث حاول أن يجعل زيداً # أشعري المذهب.

  وترى أن الجعفرية من الإمامية تحاول نسبته إليها، وتتمسك بشبه أوهى من نسج العنكبوت فيما تدعيه، وكذلك غيرها من الفرق.

  فالإمام زيد # يُذْكَرُ مع المتكلمين إنْ ذُكِروا، ويُذْكَر مع الزهّاد إنْ ذُكِروا، ويُذْكَرُ مع أهل الفقه ورواة الأحاديث إنْ ذُكِروا، ويُذْكَرُ مع الشجعان وأهل المعرفة بالضبط والسياسة إنْ ذُكِروا، ويُذْكَرُ مع الفصحاء والبلغاء، ويُذْكَرُ مع المفسرين إنْ ذُكِرُوا.

  فهو البحر حدّث عنه ولا حرج، ولفضله وسبقه تجاذبته الطوائف، وافتخرت بنسبتها إليه، أو نسبته إليها وإلحاقه بعظمائها وعلمائها.

  وكلّ يدعي وصلاً بزيدٍ ... وزيدٌ لا يقرّ لهم بوصل