كتاب تثبيت الإمامة
  جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمْ الْمُسْلِمينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ}[الحج: ٧٧ - ٧٨].
  وهذا ما اجتمع عليه كل بارٍ وفاجرٍ، وكل مؤمنٍ وكافرٍ. اجتمعوا على أن الميت إذا مات فأهل بيته أولى بميراثه.
  واجتمعت الأمة على: أن اللّه تبارك وتعالى بعث محمداً ÷ بالنبوة، فأقام في قومه عشر سنين كما حكم اللّه عليه، وجادلهم بالتي هي أحسن، فسموه: مجنوناً، وكذاباً، وكاهناً، وساحراً، فأقام مع المشركين وهم في شركهم حتى انقضت الأيام والسنون، ثم أمره اللّه ø أن ينصر هجرته وأن يشهر سيفه، وأن يصير إلى حيث يقاتل من خالفه في طاعته، حتى يدخل في طاعته، وأن يقيم الحدود، وأن يأخذ للضعيف من الشديد، فلم يزل ناصراً هجرته، وشاهراً سيفه، يقاتل من خالفه، ويقيم الحدود حتى لحق بالله ø.
  واجتمعت الأمة على: أن النبوة لا تورث، فقبلنا منهم وشهدنا أن النبوءة لا تورث.
  وسألنا الأمة: إنفاذُ الذي جاء من عند الله بالسنن، وإقامة الحدود، ويدفع إلى كل ذي حق حقه ونبوةٌ؟ فكان من عمل بها فهو نبي؟ فقالوا: لا، ولكن النبوة: الإخبار عن اللّه والسبيل بالكتاب والسنة.
  فهذا بيان لمن تفكر فيه ولم يعطف الحق إلى هواه، ورضي بالحياة الدنيا واطمأن إليها. والسلام.
  انتهى والحمد لله على كل حال وصلى الله وسلم على محمد وآله الطاهرين أمين.
  [¿ تعالى كتاب تثبيت الإمامة]