مجموع كتب ورسائل الإمام الأعظم أمير المؤمنين زيد بن علي (ع)،

الإمام زيد بن علي (المتوفى: 122 هـ)

كتاب تثبيت الوصية

صفحة 204 - الجزء 1

  ثم فرض لهم الخُمُس فيما غَنِم المسلمون من شيء: سهمه تعالى، وسهم رسوله دون المؤمنين، فقال: {وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى}⁣[الأنفال: ٤١].

  فعرفنا أن الفضل والخِيْرة لأهل هذا البيت، الذي فضَّله اللّه على جميع البيوت، لأنهم جمعوا السَّبْق والتَّطهير، فينبغي أن يكون رسول اللّه ÷ خيرهم، لأنه خير الناس، وأفضلهم عند اللّه، وينبغي أن يكونوا قادة الناس إلى يوم القيامة؛ لأن اللّه ø يقول: {أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لَا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ}⁣[يونس: ٣٥]. وقال: {إِنَّمَا أَنْتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ⁣(⁣١)}⁣[الرعد: ٧].


= من مسند أحمد بن حنبل وتفسير الثعلبي.

ورواه الزمخشري في الكشاف (٤/ ٢٢٣) حديث رقم (٩٨٨) (دار إحياء التراث)، والطبراني في الكبير، وابن أبي حاتم، وابن كثير في تفسيره (٤/ ١٣٣) وقال: إسناده ضعيف، فيه مبهم لا يعرف عن شيخ شيعي محترق وهو حسين الأشقر.

قلت: أما حسين الأشقر فذنبه وسبب تضعيفه هو التشيع، ورواية فضائل أهل البيت $، ولعمري لإن كان التشيع سبباً في التضعيف فلا يوجد في الدنيا ثقة، وحسين الأشقر معدود من عدول وثقات الشيعة؛ فلا يقبل قول الخصوم فيه لأنهم يجرحون الشيعي مطلقاً، وتلك شكاة ظاهر عنك عارها، وحسين الأشقر وثقه ابن حبان وعده في الثقات.

(١) لما نزل قول الله تعالى: {إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ ٧}⁣[الرعد]، قال ÷: «أنا المنذر، وعلي الهادي، بك يا علي يهتدي المهتدون» رواه الطبري في تفسيره في تفسير هذه الآية (١٣/ ١٠٨) عن ابن عباس، ورواه الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل عن ابن عباس من سبع طرق (١/ ٢٩٣ - ٢٩٧) رقم (٣٩٨ - ٣٩٩ - ٤٠٠ - ٤٠١ - ٤٠٢ - ٤٠٣ - ٤٠٤) ورواه في الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي (٤/ ٦٠٨) وقال أخرجه ابن مردويه، وأبو نعيم في المعرفة، والديلمي، وابن عساكر، وابن النجار، والضياء في المختارة، ورواه في كنز العمال عن الديلمي =