كتاب تثبيت الوصية
  فلا ينبغي أن يكون الهادي إلا أعلمهم؛ لأن اللّه ø اصطفى محمداً ÷ وطَهَّره وعَلَّمه، وجعله القائد المعَلِّم، ومِنْ بَعْدِه عليٌ # على منهاجه، يحتاج إليه الناس ولا يحتاج إليهم، فإن اللّه ø قد فضلهم على الخلق بالهدى والطاعة، وأعلمَ الناسَ عصمَتَهم، فلايضلون عن الحق أبداً، والدليل على ذلك ماقد بَيَّنْتُ من قوله: {قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى}[الشورى: ٢٣]. وقال: {لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمْ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمْ الْمُفْلِحُونَ}[المجادلة: ٢٢].
  فلو كانوا ممن يَحَادَّ اللّه ورسوله، لم يفرض مودتهم.
  وقد قال رسول اللّه ÷: ((إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به
= عن ابن عباس (٦/ ١٥٧) ورواه في فرائد السمطين في الباب (٢٨) رقم (١٢٣)، ورواه ابن عساكر عن ابن عباس أيضاً (٣/ ٤١٧) رقم (٩٢٣).
ورواه أيضاً الحاكم الحسكاني عن أبي برزة الأسلمي من ثلاث طرق (١/ رقم (٤٠٥ - ٤٠٧ - ٤٠٨) بألفاظ متقاربة، ورواه في الدر المنثور (٤/ ٦٠٨) عن أبي برزة عن ابن مردويه، ورواه الحاكم الحسكاني عن علي # من أربع طرق، ورواه ابن عساكر في تاريخ دمشق (٣/ ٤١٥) رقم (٩٢١ - ٩٢٢) رقم (٩١٤) عن علي # بلفظ: (رسول الله المنذر وأنا الهادي).
ورواه بهذا اللفظ الحاكم النيسابوري في المتسدرك (٣/ ١٢٩) في باب مناقب أمير المؤمنين، وقال: هذا حديث صحيح الإسناد.
ورواه في كنز العمال (١/ ٢٥١) وقال: أخرجه ابن أبي حاتم، ورواه الحاكم الحسكاني أيضاً عن أبي هريرة رقم (٤٠٦) وعن يعلى بن مرة رقم (٤٠٩) وعن زرقاء الكوفية (٤١٥) وعن مجاهد رقم (٤١٦).