مجموع كتب ورسائل الإمام الأعظم أمير المؤمنين زيد بن علي (ع)،

الإمام زيد بن علي (المتوفى: 122 هـ)

[آل محمد أولى بالنبي ÷ من غيرهم من الناس]

صفحة 243 - الجزء 1

  الدين معهم، وإن لم تكن النسبة واحدة، فقال تبارك وتعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ}⁣[المائدة: ٥١].

  ثم قال ø مثل ذلك في هذه الأمة: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوا وَنَصَرُوا أُوْلَئِكَ هُمْ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ}⁣[الأنفال: ٧٤]، ثم قال ø: {وَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْ بَعْدُ وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا مَعَكُمْ فَأُوْلَئِكَ مِنْكُمْ وَأُوْلُوا الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}⁣[الأنفال: ٧٥]، صدق اللّه تبارك وتعالى وبَلَّغت رسله صلى اللّه عليهم أجمعين، فبنوا إسرائيل بعضهم أولى ببعض في الأرحام، وبنوا إسماعيل بعضهم أولى ببعض في الرحم، إذ كانت لهم مع الرحم الولاية في الدين، فنحن أولى الناس بمحمد وإبراهيم صلى اللّه عليهما وعلى آلهما وسلم في الرحم، وأولاهم في التصديق به في الدين، جعل اللّه ø لذرية محمد ÷ وأهل بيته ومن هاجر معهم من قريش الفضل على غيرهم من المسلمين وجعل لهم خواص الكتاب، قال اللّه ø: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ٧٧ وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ} يقول: في سبيل اللّه حق جهاده، {هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمْ الْمُسْلِمينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا}⁣[الحج: ٧٧]، وإنما قال اللّه تبارك وتعالى: {مِنْ قَبْلُ}، في دعوة إبراهيم وإسماعيل، ذلك قوله ø: {وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنْ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ١٢٧ رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ}⁣[البقرة: ١٢٧ - ١٢٨] فهذا من دعاء إبراهيم وإسماعيل صلى اللّه عليهما من قَبْلِ