مجموع كتب ورسائل الإمام الأعظم أمير المؤمنين زيد بن علي (ع)،

الإمام زيد بن علي (المتوفى: 122 هـ)

[كتاب مدح القلة وذم الكثرة]

صفحة 254 - الجزء 1

  وقال تعالى: {فَلَوْلَا كَانَ مِنْ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُوْلُوا بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنْ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّنْ أَنْجَيْنَا مِنْهُمْ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَا أُتْرِفُوا فِيهِ وَكَانُوا مُجْرِمِينَ}⁣[هود: ١١٦] وقال تعالى: {وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِي الشَّكُورُ}⁣[سبأ: ١٣] وقال تعالى: {وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ}⁣[هود: ٤٠] وقال تعالى: {وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنْ اقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ أَوْ اخْرُجُوا مِنْ دِيَارِكُمْ مَا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِنْهُمْ}⁣[النساء: ٦٦] وقال تعالى: {إِلَّا مَنْ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ}⁣[البقرة: ٢٤٩].

  وقال تعالى في ذم الكثرة والجماعة: {وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ}⁣[الأنعام: ١١٦] وقال: {وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ}⁣[يوسف: ١٠٣] وقال في الجماعة: {أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا}⁣[الفرقان: ٤٤] وقال تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيرًا مِنْ الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ}⁣[التوبة: ٣٤] وقال: {وَإِنَّ كَثِيرًا مِنْ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ}⁣[المائدة: ٤٩].

[كتاب مدح القلة وذم الكثرة]

  قال ثم أخرج إلينا كتاباً قاله في الجماعة والقلّة، فيه:

  أما بعد:

  فإن أناساً من هذه الأمة يتكلمون في الجماعة ويزعمون أنهم أهل الكثرة، وأنهم حجة اللّه على أهل القلة من الناس، وأن القليلين من هذه الأمة هم أهل البدع والضلالة، وإنا سمعنا اللّه تبارك وتعالى وتقدست أسماؤه وعلا نوره وظهرت حجته، قال - فيما نزل من وحيه الناطق الصادق على محمد عبده ورسوله ÷، يخبر عن الأمم الماضية مثل: أمة نوح وهود وصالح وشعيب