مجموع كتب ورسائل الإمام الأعظم أمير المؤمنين زيد بن علي (ع)،

الإمام زيد بن علي (المتوفى: 122 هـ)

[السور التي ذكر فيها مدح القلة]

صفحة 255 - الجزء 1

  وإبراهيم وموسى وداود وسليمان وعيسى ومحمد $، وهم أولوا العزم من الرسل، وغير أهل الكُتُب - إن أهل الحق والجماعة وأتباع الرسل أهل القلة، وإن أهل البدع والضلالة هم الأكثرون، وإنا سمعنا اللّه جل اسمه يثني على أهل القلة ويمدحهم، فكانوا على عهد أصحابهم وبعد أنبيهائهم، ويذم أهل الكثرة ويُجَهِّلُهُم ويُسَفِّهُهُم ويكذبهم ويضللهم، وينهى عباده الصالحين عن اتباعهم، والإقتداء بهم، والأخذ بمنارهم.

[السور التي ذكر فيها مدح القلة]

[ومن سورة البقرة]

  فقال تعالى في السورة التي تذكر فيها البقرة

  يذكر أهل القلة فقال تبارك وتعالى: {وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْكُمْ وَأَنْتُمْ مُعْرِضُونَ ٨٣}.

  وقال اللّه تعالى: {وَقَالُوا قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ لَعَنَهُمْ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَقَلِيلًا مَا يُؤْمِنُونَ ٨٨}.

  وقال اللّه ø عن قول إبراهيم وإسماعيل: {رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ١٢٨} وكم ذرية إبراهيم؟

  وقال الله تبارك وتعالى: {فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمْ الْقِتَالُ تَوَلَّوْا إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ [وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ] ٢٤٦}⁣(⁣١).

  وقال اللّه تبارك وتعالى: {قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو اللَّهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ


(١) وقال تعالى بعد الآية السابقة في قصة طالوت: {فَشَرِبُوْا مِنْهُ إِلاَّ قَلِيْلا مِنْهُمْ ٢٤٩}.