مجموع كتب ورسائل الإمام الأعظم أمير المؤمنين زيد بن علي (ع)،

الإمام زيد بن علي (المتوفى: 122 هـ)

الرسالة المدنية

صفحة 315 - الجزء 1

  وقال اللّه سبحانه: {الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ}⁣[الزخرف: ٦٧]، فقد حذر اللّه تعالى بقوله: {وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا}⁣[الأحزاب: ٦٧]، فهذا كله تحذير، يقولون: قومنا عاندوا اللّه، واتبعوا أهل الجور.

  فإياكم والآثار⁣(⁣١)، وأفاعيل أئمة أهل الضلال، فلا تكونوا من المتصلين بالمقارنة، فأئمة الضلالة سامرية، قالوا: لا جهاد في الدين، وخذلوا أهل الحق عند عصمة أمرهم، وفارقوا القرآن. وناكثةٌ نكثوا من إمام الهدى، وحاربوا اللّه بمعصيته، وحرورية مارقة، مرقوا من الدين. وقاسطون، نسوا اللّه فنسيهم، فهؤلاء خلف لهم في زمنك، يجب البراء منهم فَابَرأ منهم، والحمدلله.

  * وكتبت تسألني عن الإيمان بالله ووثائقه. فمن وثائق الإيمان الحُبُّ في اللّه، والبغض في اللّه، والولاية في اللّه، والعداوة في اللّه. فأحلف بالله إن الرجل لَيُوقِع⁣(⁣٢) في إيمانه بالمقاربة لمن خالف اللّه تعالىوعادى أهل ولايته وتولى أعداءه.

  * وسألت عن الصلاة مع أئمة الجور، فإن استطعت أن تكون عوناً لمن قصد إلى إزالتهم من المحراب فكن، فإذا ابتليت بهذا فاجعلها نافلة معهم، وأد الفرض عن نفسك.

  * وكتبت تسألني عن الزكاة، هل تجزيء إذا أدِّيت إلى أئمة الجور؟ فمعاذ اللّه، إنما الصدقات لأهلها، والزكوات مضمونة لله حتى تؤدى إلى أهلها، وكذلك خُمُس الغنيمة، فلا تركن في ذلك إلى القاسقين من علماء السوء وأعوان الجبارين؛ فإنه لا رخصة في ذلك.


(١) بمعنى إياكم واتباع آثار أئمة الضلال.

(٢) الإيقاع بمعنى التنقيص والإسقاط.