(1) تفسير آيات من كتاب الله تعالى
  وقد قال بعض أهلنا في قوله تعالى: {لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ}[النور: ٦١]، أي ليس على من أكل مع أعمى حرج.
  وسمعتُ(١) ذلك يسأله أيضاً عن قول الله ø: {وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ}[الروم: ٢٧]، فقال: يكون شيء أهون من شيء على الله تبارك وتعالى؟
  فقال الإمام زيد بن علي - عليهما الصلاة والسلام -: الأشياء كلها سواء عنده تعالى.
  قال بعض أهلنا: {وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ}، أي على الخلق فالمعنى هو أهون عليه أي هين عليه أول خلقه وآخره.
  وقد قالت مثل ذلك العرب، وأنشد:
  لعمرك ما أدري وإني لأوجل ... على أينا تعدوا المنية أول
  أي: وإني لوجل.
  وقال آخر من العرب:
  تمنا رجال أن أموت وإن أمت ... فتلك سبيل لست فيها بأوحد
  أي بواحد.
  وقال آخر:
  قُبِّحتم يا آل عوف نفرا ... أسم قوم أصغراً وأكبرا
(١) القائل سمعت، هو «عبيد الله بن العلا»، وذلك السائل هو «سعيد بن بارق».