مجموع كتب ورسائل الإمام الأعظم أمير المؤمنين زيد بن علي (ع)،

الإمام زيد بن علي (المتوفى: 122 هـ)

(1) تفسير آيات من كتاب الله تعالى

صفحة 334 - الجزء 1

  وقد قال بعض أهلنا في قوله تعالى: {لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ}⁣[النور: ٦١]، أي ليس على من أكل مع أعمى حرج.

  وسمعتُ⁣(⁣١) ذلك يسأله أيضاً عن قول الله ø: {وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ}⁣[الروم: ٢٧]، فقال: يكون شيء أهون من شيء على الله تبارك وتعالى؟

  فقال الإمام زيد بن علي - عليهما الصلاة والسلام -: الأشياء كلها سواء عنده تعالى.

  قال بعض أهلنا: {وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ}، أي على الخلق فالمعنى هو أهون عليه أي هين عليه أول خلقه وآخره.

  وقد قالت مثل ذلك العرب، وأنشد:

  لعمرك ما أدري وإني لأوجل ... على أينا تعدوا المنية أول

  أي: وإني لوجل.

  وقال آخر من العرب:

  تمنا رجال أن أموت وإن أمت ... فتلك سبيل لست فيها بأوحد

  أي بواحد.

  وقال آخر:

  قُبِّحتم يا آل عوف نفرا ... أسم قوم أصغراً وأكبرا


(١) القائل سمعت، هو «عبيد الله بن العلا»، وذلك السائل هو «سعيد بن بارق».