(4) ومن خطبة له حين خفقت رايات الجهاد
  نارٌ ثم قُذِفْتُ فيها، ثم صرت بعد ذلك إلى رحمة اللّه تعالى، والله لا ينصرني أحد إلا كان في الرفيق الأعلى، مع محمد ÷، وعلي، وفاطمة، والحسن، والحسين صلوات اللّه وسلامه عليهم.
  ويحكم أما ترون هذا القرآن بين أظهركم جاء به محمد ÷، ونحن بنوه.
  يا معاشر الفقهاء، ويا أهل الحجا، أنا حجة اللّه عليكم، هذه يدي مع أيديكم، على أن نقيم حدود اللّه، ونعمل بكتاب اللّه، ونَقْسِم بينكم فَيْأَكم بالسوية، فاسألوني عن معالم دينكم، فإن لم أنبئكم بكل ما سألتم عنه فولوا من شئتم ممن علمتم أنه أعلم مني!.
  والله لقد علمت علم أبي علي بن الحسين، وعلم جدي الحسين بن علي، وعلم علي بن أبي طالب وصي رسول اللّه صلوات الله وسلامه عليه وعليهم، وعلى ذريتهم الطاهرين، وعَيْبَة(١) علمه، وإني لأعلم أهل بيتي. والله ما كذبت كذبة منذ عرفت يميني من شمالي، ولا انتهكت لله محرماً منذ عرفت أن اللّه يؤاخذني، هلموا فاسألوني.
  ورواه أيضاً صاحب المحيط بالإمامة عن سعيد بن خثيم.
  وروى صاحب المحيط بالإمامة بإسناده عن أبي الجارود، عن الإمام زيد أنه قال: سلوني قبل أن تفقدوني، سلوني فإنكم لن تسألوا مثلي، والله لا تسألوني عن آية من كتاب اللّه تعالى إلا أنبأتكم بها، ولا تسألوني عن حرف من سنة رسول اللّه ÷ إلا أنبأتكم به، ولكنكم زدتم ونقصتم وقدمتم وأخرتم فاشتبهت عليكم الأخبار.
(١) عيبة الرجل: موضع سره.