أولا: علم أصول الدين
  فالإمام زيد بن علي # لكونه رائد من رواد الفكر الإسلامي، وقائد من قواد المسلمين، الذي يفتخر كل واحد بأن يكون من جنوده، ومنضوياً تحت لوائه، ومتبعاً له، تجاذبته الأطراف، وكَثُر في أقواله الخلاف، فنسبت إليه كل طائفة من عقائدها ما تجره بها إليها، وزُيِّفت عليه من الأقوال ما لم يقل بها، ولم يجوزها؛ بل كتبه ورسائله تنطق بخلاف ذلك، وسنورد تبيين ذلك بعون الله تعالى في مباحث كتبه ورسائله؛ فنقول:
  إن رسائل الإمام زيد # تبحث في فنون وعلوم متعددة؛ فمن تلك الفنون والعلوم:
أولاً: علم أصول الدين
  الذي يبحث في معرفة الله تعالى وصفاته، وما يجوز أن ينسب إليه من الصفات، وما لا يجوز من مسائل التوحيد والعدل، والوعد والوعيد؛ ويبحث في مسائل النبوة والإمامة التي عليها مدار اختلاف الأمة، وعليها مناط أحكام الشريعة الإسلامية.
  فالذي يبحث في معرفة الله بما يتعلق بصفاته من كتب الإمام زيد # هو:
  ١ - كتاب الإيمان:
  حيث يبين فيه الإمام زيد # حقيقة الإيمان، وأنه لا بد فيه من القول والعمل، وأنه قولٌ باللسان، وعمل بالأركان، واعتقاد بالجَنَان، وفي هذا يرد الإمام # على المرجئة الذين يقولون إن الإيمان قول بلا عمل.
  ويبين أن آيات الوعيد تتناول مرتكب الكبيرة من هذه الأمة، وأنها لا تخص المشركين فقط؛ ومنها تنبثق مسألة الخروج من النار، حيث يبين # أن مرتكب الكبيرة يستحق النار إذ أن الله قد توعد بذلك، وهو لا يخلف الميعاد، ومن مات مصِرٌّ على فعل المعصية غير تائب ولا راجع دخل النار، ومن دخل النار