أولا: علم أصول الدين
  فهو خالد فيها، كما تصرح بذلك آيات الخلود كقوله تعالى: {خَالِدِينَ فِيهَا}، {خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا}، {وَمَا هُمْ عَنْهَا بِغَائِبِينَ ١٦}[الإنفطار]، وغيرها من الآيات.
  وفي هذا ردّ على من يقول بالخروج من النار من الإمامية والمرجئة وغيرهما من الطوائف.
  ويبين # في الكتاب أيضاً الفَرْق بين المؤمن والكافر ومرتكب الكبيرة، إذ أن المؤمن يستحقّ التعظيم وقد وعده الله بالرضوان والجنة، وتجب موالاته ومحبته، وله أحكام تتعلق به في الدنيا والآخرة لا يجوز أن تضاف إلى الكافر ولا إلى مرتكب الكبيرة.
  والكافر له أحكام تخصّه في الدنيا والآخرة، وقد بين الله أنه مهان صاغر مخزي، وأنه يستحق النار.
  وفي هذا ردّ على من يقول بأن الله يحسن منه عقاب المؤمن وإثابة الكافر، من المرجئة.
  ويبين أيضاً: مسألة هامة من مسائل الخلاف وهي مسألة (المنزلة بين المنزلتين) وهي منزلة مرتكب الكبيرة، ما حكمه؟ وما هو الاسم الذي يطلق عليه؟ إذْ ليس هو بكافر لأنه ينطق بالشهادتين ويعمل بعض الطاعات إن كان.
  وليس بمؤمن لأنه لم يقم بشروط الإيمان على أكمل وجه التي ذكرها الإمام واشترطها لمن يسمى مؤمناً، فلم يبقَ إلا أن يكون له اسم خاص، وهو أن يسمى (فاسقاً)، وأحكام خاصة من وجوب البراءة منه ومعاداته وغير ذلك.
  وفي هذا رد على القدرية والمرجئة في تسمية العاصي مؤمناً.