ترجمة الإمام الأعظم زيد بن علي @
  إنه ليس أحد من عباد الله فوق أن يوصى بتقوى الله، وأنا أوصيك بتقوى الله، فقال له هشام: أنت زيد المؤمل للخلافة الراجي لها، وما أنت والخلافة وأنت ابن أمه.
  فقال له زيد #: إني لا أعلم أحداً عندي أعظم منزلة عند الله من الأنبياء، وقد بعث الله نبياً هو ابن أمة، فلو كان ذلك تقصيراً عن حتم الغاية لم يُبْعث، هو إسماعيل بن إبراهيم، والنبوة أعظم منزلة عند الله من الخلافة، فكانت أم إسماعيل مع أم إسحاق كأمي مع أمك.
  ثم لم يمنع ذلك أن جعله الله أبا العرب وأبا خير النبيين محمد ÷، وما تقصيرك برجل جدّه رسول الله ÷ وأبوه علي بن أبي طالب؛ فوثب هشام من مجلسه وتفرق الشاميون.
  وفي رواية أخرى زاد فيها: (إنّ هشاماً - لعنه الله - قال لأهل بيته لما خرج زيد من عنده: ألستم تزعمون أن أهل هذا البيت قد بادوا، لا لعمري ما انقرض قوم هذا خلفهم).
  ومن أعظم الأسباب الحاثة للإمام زيد # على الخروج والجهاد في سبل الله، ما رواه الإمام أبو طالب من كلام الإمام زيد # لجابر الجعفي عندما أزمع على الخروج، فقال له جابر: إني سمعت أخاك يقول كذا وكذا.
  فقال لي: (يا جابر، لا يسعني أن أسكن وقد خُولف كتاب الله وتُحُوكِم إلى الجبت والطاغوت، وذلك أني شاهدتُ هشاماً ورجل يهودي عنده يسبّ رسول الله ÷ فقلتُ للسابّ له: ويلك يا كافر أما إني لو تمكنتُ منك لاختطفتُ روحك وعجّلتك إلى النار.
  فقال هشام: مهٍ عن جليسنا يا زيد؛ فوالله لو لم يكن إلا أنا ويحيى ابني لخرجتُ عليه وجاهدتُه حتى أفنى).