مجموع كتب ورسائل الإمام الأعظم أمير المؤمنين زيد بن علي (ع)،

الإمام زيد بن علي (المتوفى: 122 هـ)

تفصيلات الوقعة

صفحة 92 - الجزء 1

  رق عسكره وخذَّلَه كثير ممن كان معه، وتفرقوا عنه⁣(⁣١)، فقال #: سبحان الله، أين الناس؟!

  فقيل له: هم في المسجد الأعظم محصورون، فقال #: لا والله ما هذا لمن بايعنا بعذر، ثم نادى أصحابه: معاشر المسلمين أجيبوا دعوة ابن نبيكم، ولا تنقضوا بيعتكم.

  فلما سمع نصر بن خزيمة النداء أقبل إليه، فلقي عمر بن عبد الرحمن صاحب شرطة الحكم بن الصلت في خيله من جهينة في الطريق الذي يخرج إلى مسجد بني عدي، فقال: يا منصور أمت، فلم يرد عليه عمر شيئاً، فشد نصر عليه وعلى أصحابه فقتله نصر وانهزم من كان معه، وانضم إلى زيد # نحو من خمسمائة رجل.

  ثم أقبل عليهم # حتى انتهى إلى جبانة الصيادين وبها خمسمائة من أهل الشام فحمل عليهم في أصحابه فهزمهم.

  ثم مضى حتى انتهى إلى الكناسة فحمل على جماعة من أهل الشام فهزمهم، ثم خرج حتى ظهر إلى الجبانة، ويوسف بن عمر على التل ينظر إلى زيد وأصحابه وهم يكرون، ولو شاء زيد أن يقتل يوسف لقتله.

  ثم إن زيداً # أخذ ذات اليمين على مصلى خالد بن عبدالله حتى دخل الكوفة، فقال بعضهم لبعض: ألا ننطلق إلى جبانة كندة فما زاد الرجل أن تكلّم بهذا الكلام إذْ طلع عليهم أهل الشام فلما رأوهم دخلوا زقاقاً فمضوا فيه.


(١) الشافي (١/ ١٨٩).