ترجمة الإمام الأعظم زيد بن علي @
  وتخلّف رجل منهم فدخل المسجد فصلى فيه ركعتين ثم خرج إليهم فقاتلهم ساعة فصرعوه فجعلوا يضربونه بأسيافهم ثم ضربوا رأسه بعمود حديد فقتلوه، وحمل أصحابه عليهم فكشفوهم عنه.
  فلما رأى زيد # خذلان الناس له، قال: (يا نصر بن خزيمة، أتخاف أهل الكوفة أن يكونوا فعلوها حسينية؟).
  فقال له نصر: (جعلني الله فداك، أما أنا فوالله لأضربن بسيفي هذا معك حتى أموت).
  ثم إنه # خرج بمن معه نحو المسجد الأعظم فجعلوا ينادونهم بالخروج، ويدخلون الرايات من طاقات المسجد، وجعل نصر بن خزيمة يناديهم: يا أهل الكوفة أخرجوا من الذلّ إلى العزّ وإلى خير الدنيا والآخرة، فلم ينجح ذلك العمل.
  ثم إنها أقبلت جنود أهل الشام من تلقاء الحيرة - بلد قرب الكوفة - فحمل عليهم # كأنه الليث المغضب وحمل أصحابه فقتل من أهل الشام أكثر من ألفي قتيل بين الحيرة والكوفة(١)، وكان قائد جنود يوسف بن عمر هو الريان بن سلمة فرجع أهل الشام تلك الليلة وهم أسوأ شيء ظناً(٢).
  فلما كان من اليوم الثاني يوم الخميس دعا يوسف بن عمر الريان بن سلمة فأفف به وقال: قبّحك الله من صاحب خيل، ثم دعا العباس بن سعيد المزني فبعثه في أهل الشام إلى زيد بن علي في دار الرزق.
(١) أمالي الإمام أبي طالب (١٠٣).
(٢) مقاتل الطالبيين.