كلام المطرفية في الأجل
كلام المطرفية في الأجل
  وقالت المطرفية: إن من مات قبل أن يبلغ مائة وعشرين سنة فقد مات بغير إرادة الله، وبسبب ليس من الله تعالى، والأجل الذي من الله ليس إلا أجل من بلغ مائة وعشرين عاماً لا غير، وقالوا: إن ذلك هو العمر الطبيعي.
  وقالوا: إن الله ساوى بين الناس في ستة أشياء: في الخلق، والرزق، والموت، والحياة، والتعبد، والمجازاة.
  والجواب: أما الموت والحياة فقد قال تعالى: {نَحْنُ قَدَّرْنَا بَيْنَكُمُ الْمَوْتَ}[الواقعة: ٦٠].
  فهذه الآية نص في أن الموت على الإطلاق من فعل الله وتقديره، وهناك أدلة كثيرة من الكتاب والسنة.
  وأما الخلق فالاختلاف فيه محسوس، فالأنثى تخالف الذكر، والأسود يخالف الأبيض، وصور الناس مختلفة، وألوانهم مختلفة، وهيئاتهم مختلفة، وطبائعهم مختلفة، فمنهم الذكي، ومنهم الغبي، و ... إلخ.
  وأما الرزق فقال تعالى: {وَاللَّهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ فِي الرِّزْقِ}[النحل: ٧١]، إلى غير ذلك من الآيات.
  وأما التعبد فتكليف النبي ÷ مخالف لتكاليف أمته، وكذلك تكاليف الأئمة تخالف تكاليف الرعايا، فإقامة الحدود والجهاد وقسم الفيء والصدقات وما أشبه ذلك هي من تكاليف الأئمة، لا من تكاليف الرعايا.
  وتكاليف المرأة تخالف تكاليف الذكر، فليس عليها جهاد ولا جمعة، ولا أذان ولا إقامة، وعورتها خلاف عورة الرجل، وإحرامها يخالف إحرام الرجل، إلى غير ذلك من الأحكام الشرعية.
  وأما المجازاة فقد جاءت نصوص القرآن الكريم بأن الجزاء يكون على حسب العمل، قال الله ø: {وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا}[الشورى: ٤٠] وقال سبحانه: {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ ٧ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ ٨}[الزلزلة].