قصد السبيل إلى معرفة الجليل،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

رضا الله تعالى ومحبته

صفحة 93 - الجزء 1

  قتل صاحبه»⁣(⁣١).

  هذا، وقد قال كثير من المعتزلة: إن الإرادة لا تتعلق بالنفي وإنما تتعلق بالإثبات.

  قلنا: المعلوم بالضرورة أن أحدنا يجد من نفسه إرادة أن لا يكون كذا، كما في إرادة الإثبات من غير فرق، وإنكار مثل ذلك مكابرة وعناد.

رضا الله تعالى ومحبته

  رضا الله تعالى ومحبته وولايته المعنى في ذلك كله هو: الحكم من الله تعالى باستحقاق العبد الثواب قبل وقته، ثم إيصاله إلى صاحبه في الآخرة.

  والكراهة هي ضد المحبة، وهي: الحكم من الله تعالى باستحقاق العبد العذاب قبل وقته وإيصاله إليه في وقته.

  والسخط والغضب والبغض كل ذلك بمعنى الكراهة.

  هذا، واعلم أن محبة الله تعالى إنما تتعلق بالعبد إذا كان مطيعاً لله تعالى، فإن عصاه سخط عليه، فحكم السخط والمحبة تابع لفعل العبد.

  وتفسير الرضا والسخط و ... إلخ بما ذكرنا هو اللائق بعظمة الله تعالى، أما المعاني الحقيقية لتلك العبارات فإنها مستحيلة في حق الله تعالى، وذلك أن الغضب هو فوران دم القلب، وانتفاخ الأوداج، واحمرار العينين، وهيجان النفس الذي يدفع بصاحبه إلى الانتقام.

  والرضا هو انفعال في القلب يبعث على انشراح الصدر ... إلخ.

  وكل ذلك أعراض تستحيل على الله تعالى؛ لما تقدم من أن الأعراض من خصائص الأجسام.

تعلق الإرادة

  تعلق الإرادة: والله تعالى مريد لفعل الطاعات من عبيده ما حدث منها وما لم يحدث، ومريد لترك المعاصي ما حدث منها وما لم يحدث.

  وقالت المجبرة جميعاً: إن الله تعالى مريد لجميع الطاعات وجميع المعاصي،


(١) صحيح البخاري (٩/ ٤) رقم (٦٨٧٥)، صحيح مسلم (٤/ ٢٢١٣) رقم (٢٨٨٨)، مسند أحمد (٣٢/ ٣٦١) رقم (١٩٥٩٠) سنن أبي داود (٦/ ٣٢٤) رقم (٤٢٦٨).