بعض شبه المجبرة لإثبات أن الله يريد المعاصي والكفر
  ذَلِكَ كَانَ سَيِّئُهُ عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهاً ٣٨}[الإسراء]، {يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ}[البقرة: ١٨٥].
  وقال سبحانه وتعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ٥٦}[الذاريات] فبين الله تعالى في هذه الآية مراده من خلقه للجن والإنس، وقال سبحانه: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ١٠٧}[الأنبياء] وفي هذه الآية بيّن تعالى ما هو المراد من إرسال الرسل.
بعض شبه المجبرة لإثبات أن الله يريد المعاصي والكفر
  وقد تقول المجبرة: إن الله لا يرضى لعباده الكفر، ولا يحب الفساد؛ لكنه تعالى يريد ذلك ويشاؤه.
  قلنا: لا يصح اجتماع ذلك لما فيه من المنافاة.
  ألا ترى لو أن رجلاً قال لأولاده: لا أرضى لكم أكل القات ولا أحبه، ولكني أريد لكم أكله وأشاؤه، كيف يكون موقف السامعين من ذلك الرجل وكلامه؟ لاشك أنهم يحكمون بجهل الرجل وتناقضه وتناقض كلامه إن لم يحكموا بجنونه وحمقه.
  فإن قالوا: إن الصائم قد يحب الأكل في نهار رمضان لما فيه من الجوع، ولكنه لا يريده لما فيه من معصية الله تعالى، وحينئذ فلا منافاة ولا مناقضة.
  قلنا: المؤمن الصائم لا يحب الأكل في نهار رمضان لما فيه من معصية الله تعالى، بل ينفر عن ذلك أشد النفور ويكرهه، بل يكره من يفعله ويشمئز منه، ولا يريده ولا يشاؤه كل ذلك لما في الأكل من معصية الله.
  هذا، ومما يستدل به المجبرة قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً شَيَاطِينَ الْأِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ}[الأنعام: ١١٢]، فقالوا: إن الآية دليل على أن الله يشاء فعل الشياطين.
  والجواب: أن معنى الآية أن الله تعالى لو شاء لأماتهم أو حبسهم عن فعل