البعث
البعث
  استدل الباري تعالى على المشركين الذين أنكروا البعث بأدلة:
  ١ - بقياس العلة.
  ٢ - بقياس الأَوْلَى.
  وقد جاء ذكر هذين الاستدلالين في قوله تعالى: {وَضَرَبَ لَنَا مَثَلاً وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ ٧٨ قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ ٧٩ الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ نَاراً فَإِذَا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ ٨٠ أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ بَلَى وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ ٨١ ....} إلى آخر السورة [يس].
  فقياس العلة في قوله: {يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ}، وقياس الأولى في قوله تعالى: {أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ ... الآية}.
  وقد تضمنت هذه الآية دليلاً آخر في قوله تعالى: {الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ نَاراً فَإِذَا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ}، فالقادر على ذلك قادر على أن يجعل في العظام البالية حياة.
  وقد ملأ الله تعالى كتابه الكريم من الاحتجاج على البعث وإحياء الموتى بالقياس على إحياء الأرض بالمطر، ولاسيما في السور التي نزلت بمكة.
  فإن قلت: ذلك دليل على إمكانه، وليس فيه دليل على حتمية وقوعه.
  قلنا: ما ذكرنا هو دليل على إمكان وقوعه، وفيه الرَّد على المشركين في استنكار وقوعه، وأنه ليس ببعيد على قدرة الله.
  أما دليل حتمية وقوعه فذلك هو الخبر الصادق الذي جاء في القرآن، وأخبر به الرسول ÷.
  وقد دلَّ الدليل القاطع أن القرآن حق، وأن النبي ÷ صادق فيما أخبر به عن ربه، وذلك هو ظهور المعجزات المصدقة للنبي ÷.