الأدلة على أن أهل البيت ومن تابعهم هم الفرقة الناجية
الأدلة على أن أهل البيت ومن تابعهم هم الفرقة الناجية
  إذا عرفت ذلك فنقول: الأدلة على أن أهل البيت $ ومن تابعهم هم الفرقة الناجية كثيرة من الكتاب والسنة، فنكتفي هنا بإيراد شيء:
  ١ - روى مسلم في صحيحه(١) حديث الكساء، وهو قوله ÷ في علي وفاطمة والحسن والحسين حين لف عليهم كساءً: «اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهِب عنهم الرجس وطهِّرهُم تطهيراً».
  وروى أيضاً في هذا الحديث أن آية التطهير نزلت فيهم وهي قوله تعالى: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ٣٣}[الأحزاب].
  ٢ - روى مسلم أيضاً حديث الثقلين، ورواه غيره من أهل الحديث وهو قوله ÷: «إني تارك فيكم ما إن تمسكم به لن تضلوا من بعدي أبداً، كتابَ اللهِ وعترتي أهل بيتي، إن اللَّطيفَ الخبيرَ نبأني أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض»(٢).
  فميز النبي ÷ للأمة أهل بيته، وعينهم لهم بالقول والفعل في حديث الكساء؛ لئلا يكون لأحد بعد ذلك حجة أو معذرة.
  ثم أخبر ÷ أمته أنه قد ترك فيهم وخلف فيه شيئين اثنين بعد موته، ترجع إليهما الأمة، يسدان مسده، ويقومان مقامه، ويسدان الفراغ بعد فقده، وهما: كتاب الله تعالى وعترته أهل بيته، وأخبر أنهم إذا تمسكوا بهما اهتدوا وأمنوا من الضلال.
  ثم عزز النبي ÷ إكمالاً للحجة وقطعاً للمعذرة بما أوجب من الصلاة عليهم في الصلاة، وذلك في حديث كعب بن عجرة الذي رواه أهل الصحاح: كيف نصلي عليك إذا نحن صلينا عليك في صلاتنا؟ قال ÷: «قولوا اللهمَّ صلِّ على محمدٍ وعلى آل محمدٍ ..» الحديث(٣).
  وبما رواه البخاري من نزول آية المودة: {قُلْ لَآ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا
(١) صحيح مسلم (٤/ ١٨٨٣) رقم (٢٤٢٤) عن عائشة.
(٢) صحيح مسلم (٤/ ١٨٧٣) رقم (٢٤٠٨)، بلفظ مقارب دون ذكر آخره، وقد سبق تخريجه وذكر من أورد آخر الحديث.
(٣) مسند الشافعي (١/ ٩٧) رقم (٢٧٨)، مسند أحمد (٢٨/ ٢٩٩) رقم (١٧٠٦٧)، السنن الكبرى للنسائي (٩/ ٢٥) رقم (٩٧٩٢).