قصد السبيل إلى معرفة الجليل،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

أهم شروط الإمامة

صفحة 183 - الجزء 1

  ويقول أمير المؤمنين # كما في نهج البلاغة: (اللَّهُمَّ بَلَى لَا تَخْلُو الْأَرْضُ مِنْ قَائِمٍ لِلَّهِ بِحُجَّةٍ، إِمَّا ظَاهِراً مَشْهُوراً، وَإِمَّا خَائِفاً مَغْمُوراً، لِئَلَّا تَبْطُلَ حُجَجُ اللَّهِ وَبَيِّنَاتُهُ ..)⁣(⁣١).

  وخلو بعض الأزمنة عن قيام إمام وظهوره إنما كان لقهر الظالمين، وتغلب الجبارين، وفي مثل تلك الحال لا يجب على الإمام القيام والظهور؛ لفقدان شرط وجوب ذلك، والأمة تكون معذورة في مثل تلك الحال، وهم العازمون على نصر الإسلام.

أهم شروط الإمامة

  وأهم شروط الإمامة: المنصب، والعلم، والورع، والشجاعة، وحسن التدبير، والسلامة من النقص المخل بأعمال الخلافة ومن المنفرات، والأفضلية.

  أما منصب الخلافة فهو علي #، والحسن، والحسين @، وذريتهما.

  والدليل على ذلك حديث الثقلين المشهور، المتواتر المعلوم، الذي روته طوائف الأمة، فإن النبي ÷ قد بين فيه للأمة خليفتين يقومان مقامه ÷ بعد موته، ويسدان الفراغ الذي ستجده الأمة بعد فراق نبيها ÷: أحدهما كتاب الله تعالى، والآخر عترته أهل بيته ÷ ثم بين ÷ عترته أهل بيته في حديث الكساء المشهور المتواتر، الذي رواه مسلم وغيره، وبذلك يكون النبي ÷ قد بين منصب الخلافة أكمل البيان وميزه أكمل التمييز.

  وقيل: إن منصبها كل قريش، وقيل غير ذلك، واستدلوا على ذلك بما روى عن النبي ÷: «الأئمة من قريش» و «قدموا قريشاً ولا تقدَّموهم».

  والجواب: أن المراد بذلك هم من ذكرنا؛ لحديث الثقلين، وحديث الكساء، ولإجماع أهل البيت $ على ذلك، وإجماعهم حجة كما تقدم.

  ولقول علي #: (الْأَئِمَّةَ مِنْ قُرَيْشٍ غُرِسُوا فِي هَذَا الْبَطْنِ مِنْ هَاشِمٍ لَا تَصْلُحُ عَلَى سِوَاهُمْ، وَلَا تَصْلُحُ الْوُلَاةُ مِنْ غَيْرِهِمْ).


(١) شرح نهج البلاغة (١٨/ ٣٤٧).