إيلام المؤمن
إيلام الحيوان
  أباح الله تعالى لعباده ذبح بعض الحيوانات، وركوب البعض، وخلى سبحانه بين بعضها والبعض الآخر، فترك بعضها يأكل بعضاً، ويعدو بعضها على بعض، و ... إلخ.
  فنقول: إن لله تعالى في ذلك حكماً عظيمة ومصالح؛ لأنه تعالى عدل حكيم، ولا بد أن يعوضها الله تعالى بأعواض تزيد على ما لحقها من الضرر، ومن هنا فإن الله تعالى سيبعثها يوم القيامة لتستوفي أعواضها، قال تعالى: {وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ ٣٨}[الأنعام].
إيلام المؤمن
  إيلام المؤمن يكون لمصالح منها:
  ١ - اعتباره، فإن المرض ونحوه سبب للازدجار وزيادة الإيمان، ومن هنا قال الله تعالى: {أَوَلَا يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عَامٍ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ لَا يَتُوبُونَ وَلَا هُمْ يَذَّكَّرُونَ ١٢٦}[التوبة] وقال تعالى: {فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا}[الأنعام: ٤٣]، وغير ذلك من الآيات.
  ٢ - حصول سبب الثواب الذي هو الصبر والرضا قال الله سبحانه: {وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ١٥٥ ...}[البقرة]، وقال سبحانه: {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ ١٠}[الزمر]، وإيلام الأنبياء ونحوهم من هذا القسم.
  ٣ - حط الذنوب وحتّها، وذلك أن المرض يذكّر بالذنوب، مما يجعل المريض يندم على ما فرُط منه ويتوب ويستغفر.
  ٤ - اعتبار غيره، فإن العاقل إذا رأى المبتلى ذكر نعمة الله عليه حيث عافاه من مثل تلك البلوى و ... إلخ.