دليل الدعاوى الأربع
دليل الاختلاف
  و أما دليل الاختلاف: فهو أن السموات والأرض مختلفتان، فاختلافهما لا بد أن يكون لأجل العدم، أو لعلة أو لفاعل مختار، والعدم لا تأثير له عند العقلاء.
  والعلة إِن صح كونها مؤثرة فتأثيرها تأثير إيجاب، ولا يزيد على أثر واحد.
  وكما ترى فإن آثار الاختلاف في السموات والأرض كثيرة، ومظاهره متنوعة، ولا يصح أن يكون ذلك لعلة واحدة.
  فإن قيل: يكون ذلك لعلل كثيرة مختلفة أثرت كل علة تأثيراً مخالفاً لتأثير العلة الأخرى.
  قلنا: فينتقل السؤال إلى العلل المختلفة، فيقال: هل اختلافها لأجل العدم، أو لعلة أو لفاعل مختار و ... إلخ؟.
  فلم يبق أن يكون اختلافهما إلا لفاعل مختار قادر حي عليم وهو الله تعالى.
دليل القياس
  وأما دليل القياس، فقالوا: إن السموات والأرض كالمبنيات من الدور والقرى مما يعمله البشر، ويضم بعضه إلى بعض، والدور والقرى محدثة قطعاً، فتكون السموات والأرض محدثة كالمبنيات؛ لعدم الفارق.
دليل الدعاوى الأربع
  وأما دليل الدعاوى الأربع: فهو:
  ١ - أن في الجسم عرضاً غيره.
  ٢ - أن ذلك العرض محدث.
  ٣ - أن الجسم لم يخل منه ولم يتقدمه.
  ٤ - أن ملازمته إياه تستلزم حدوثه.
  أما دليل أن في الجسم عرضاً غيره: فذلك معلوم بالضرورة، وذلك أن كل جسم لا يمكن أن يتصور إلا على صفة كالحركة أو السكون، ولا شك أن الحركة