قصد السبيل إلى معرفة الجليل،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سلامة عقائد الزيدية من الخرافات ومخالفة فطر العقول

صفحة 207 - الجزء 1

  ذكرنا فلينظر في مقدمة فتح الباري شرح صحيح البخاري.

  ٩ - ومن أصولهم أن الخلافة حق خاص بأهل البيت $، وهم الذين ضمهم الكساء، ثم من صلح لها من ذرية الحسنين @، مع شرائط سلفت، ولهم أصول تقدمت في هذا الكتاب.

سلامة عقائد الزيدية من الخرافات ومخالفة فطر العقول

  والذي تتميز به الزيدية عن سائر الفرق - سلامة عقائدها من الخرافات، ومخالفة ما تعرفه فطر العقول؛ فإنك إذا نظرت إلى ما عند الزيدية في ذلك كله وجدته مسايراً لما تعرفه فطر العقول، تأنس به وتنجذب إليه، وتذعن له وتعترف به، وفي ذلك من الدليل على صحة ديانتهم ما لا يخفى.

  وذلك أن الله تعالى جاء بالشرائع المتطابقة مع فطر العقول، ومع ما تعرفه العقول، وتنجذب إليه، وتأنس به، ألا ترى إلى قوله تعالى في وصف النبي ÷: {يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِث ..}⁣[الأعراف: ١٥٧].

  وقوله تعالى: {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَن}⁣[الأعراف: ٣٣].

  وكثيراً ما يختم الله تعالى الآية بقوله: {أَفَلَا تَذَكَّرُونَ} {أَفَلَا تَعْقِلُونَ} {لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ} {لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} ونحو ذلك؛ إشارة منه جل وعلا إلى أن ما جاء به من الدين والشريعة موجود في العقل، ومركوز فيه بالفطرة، ولا يحتاج العاقل، في الاعتراف بصحته إلا أن يرجع إلى عقله وفكره ليتذكر ذلك.

  أما سائر المذاهب الإسلامية الأخرى فقد تلوثت بخرافات وأباطيل، تمجها الفطرة، وتنفر عنها، ويستنكرها العقل، ويشمئز منها، ولا يعترف بها.

  فقول أهل السنة: إن الله تعالى هو الذي خلق الكفر في الكافر، وخلق الزنا في الزاني، وخلق المعصية في العاصي، وقدر ذلك، وشاءه وأراده، لا فعل للعبد في ذلك، ولا اختيار، ولا مشيئة ولا إرادة، ولا قدرة له على التخلص من ذلك، وأن الله تعالى سيعذبه على ذلك.