قصد السبيل إلى معرفة الجليل،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

القراءات

صفحة 158 - الجزء 1

  بقوله ÷: «كل أمر ذي بال لم يبدأ في أوله باسم الله فهو أجذم».

  قال في التيسير في معرفة القراءات السبع: اختلفوا في البسملة بين السور، فكان ابن كثير وقالون وعاصم والكسائي يبسملون بين كل سورتين في جميع القرآن ما خلا الأنفال وبراءة، فإنه لا خلاف في ترك البسملة بينهما، وكان الباقون فيما قرأنا لهم لا يبسملون بين السور.

  وأجمعوا على أنها بعض آية في سورة النمل.

  والدليل على ما ذكرنا من أن البسملة آية في أول كل سورة من وجوه:

  ١ - قول الله تعالى: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ١ خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ ٢}⁣[العلق] فأمر الله تبارك وتعالى نبيه ÷ أن يقرأ بالبسملة.

  ٢ - إجماع الأمة في إثباتها في المصحف في أول كل سورة إلا سورة براءة، وهذا مع عنايتهم الكاملة في تجريد المصاحف عما ليس من القرآن.

  ٣ - إجماع أهل البيت $؛ قال الإمام أبو الفتح الديلمي في تفسيره: وعندنا وعند علماء العترة $ إنها آية من فاتحة الكتاب، ومن كل سورة أثبتت فيها، وأن تاركها تارك لآية من كتاب الله .... إلخ.

القراءات

  ومعتمد أئمتنا $ قراءة أهل المدينة، وهي قراءة نافع، قال الهادي #: ولم يتواتر غيرها.

  وقال الجمهور: بل القراءات السبع كلها متواترة، وهي: قراءة نافع وأبي عمرو والكسائي وحمزة وابن عامر وابن كثير وعاصم.

  قلت: ولا بعد في قول الجمهور: إن السبع كلها متواترة، وذلك أن أهل البيت $ وأهل اليمن اشتهرت بينهم قراءة أهل المدينة، وتواترت لهم، ولم يتواتر لهم غيرها.