الشفاعة
الشفاعة
  لا خلاف بين المسلمين في ثبوت شفاعة النبي ÷ في يوم القيامة، وأن المراد بالمقام المحمود الذي وعد الله به نبيه ÷، هو الشفاعة المقبولة، وإنما الخلاف في من يستحقها.
  فقال أئمتنا $ وجمهور المعتزلة: إنها خاصة بالمؤمنين التائبين، يرقيهم الله تعالى بها من درجة إلى درجة أعلى، ومن نعيم إلى نعيم أسنى.
  أما من يستحق النار فلا حظ له في الشفاعة ولا نصيب، وهو خالد في النار مع الخالدين، ومعذب مع المعذبين.
الرد على من قال: الشفاعة لأهل الكبائر
  وقالت المجبرة: إن الشفاعة لا تكون إلا لأهل الكبائر ليعفى عنهم ويدخلون الجنة تفضلاً.
  وقال بعضهم: شفاعة النبي ÷ لأهل الكبائر من أمته يخرجهم الله تعالى بها من النار إلى الجنة.
  والجواب عليهم في قوله تعالى: {وَالَّذِينَ كَسَبُوا السَّيِّئَاتِ جَزَاءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِهَا وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ مَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ كَأَنَّمَا أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعاً مِنَ اللَّيْلِ مُظْلِماً أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ٢٧}[يونس].
  فقوله تعالى: {مَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ} نص في نفي الشافع وغيره.
  وفي قوله تعالى: {لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ وَلَا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيّاً وَلَا نَصِيراً ١٢٣}[النساء].
  وهذه الآية نص صريح في نفي أي مدافع وناصر وشافع لأهل السيئات من أمة محمد ÷؛ لأن الخطاب للصحابة والمسلمين ولأهل الكتاب.
  وقوله تعالى: {مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ ١٨}[غافر]، و {وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ ٢٧٠}[البقرة].