قصد السبيل إلى معرفة الجليل،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

شبه أهل السنة على أنهم الفرقة الناجية والجواب

صفحة 303 - الجزء 1

شبه أهل السنة على أنهم الفرقة الناجية والجواب

  أولاً: بأنهم الفرقة الظاهرة التي ذكرها رسول الله ÷ في قوله: «لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين ... الحديث».

  وقد كانوا فعلاً كذلك؛ فإنهم السواد الأعظم، ولهم الأغلبية الساحقة في أوساط البلاد الإسلامية على طول التاريخ إلى اليوم، لذلك فهم أهل الحق وهم الفرقة الناجية بشهادة الحديث.

  ثانياً: بأنهم على ما كان عليه الرسول ÷، وقد قال النبي ÷ في بيان الفرقة الناجية: (من كان على مثل ما كنت عليه أنا وأصحابي).

  ثالثاً: بأنهم على ما كان عليه الجم الغفير من الصحابة والتابعين وتابعيهم، وسائرون في طريقهم، وفي الحديث خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم، وقد مدح الله تعالى الصحابة والتابعين، وأثنى عليهم في القرآن، ومدحهم الرسول ÷ وأثنى عليهم.

  هذه هي أشف شبه أهل السنة والجماعة التي يتمسكون بها، ويلبسون بها على أنفسهم وعلى غيرهم.

  ونحن نقول في بيان الجواب عليهم:

  جواب الشبهة الأولى: الحديث الذي يستدلون به صحيح لا غبار عليه، غير أنهم أخطأوا في تفسيرهم له، والصحيح في تفسيره: لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين بالحجة والبراهين والأدلة، وليس المراد كما توهمه أهل السنة والجماعة أن المراد ظهور الغلبة وكثرة الأتباع والأنصار والسلطان، وإنما المراد ما ذكرنا، والدليل على ما نقول: ما روي عن النبي ÷ أنه قال: «ما اختلفت أمة بعد نبيها إلا ظهر أهل باطلها على أهل حقها».

  وقال تعالى: {وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ}⁣[الأنعام: ١١٦] {وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ ١٠٣}⁣[يوسف]، {وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ ١٣}⁣[سبأ].