الكفر والفسق والنفاق
  وقد نقل الشارع لفظ الإسلام من معناه اللغوي إلى معنيين دينيين:
  الأول: بمعنى الإيمان، الذي هو الإتيان بالواجبات واجتناب المحرمات.
  والثاني: هو التصديق بكل ما يجب التصديق به في دين الإسلام مع عدم ارتكاب معصية الكفر.
  ففاعل الكبيرة مسلم فاسق، وهذا المعنى الثاني لا خلاف فيه إلا عن الخوارج، ويدل عليه ما ثبت من تبقية نكاح الفاسق، وإبقاء التوارث، والدفن في مقابر المسلمين، ونحو ذلك.
  ودليل المعنى الأول: قوله تعالى: {فَأَخْرَجْنَا مَنْ كَانَ فِيهَا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ٣٥ فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ٣٦}[الذاريات] يريد لوطاً # وأهله في الموضعين، فدل ذلك على أن الإسلام هو الإيمان.
  قال أئمتنا $: وكبائر المعاصي محبطات للإيمان، فلا يبقى مؤمناً من ارتكب معصية كبيرة، خلافاً للمجبرة حيث قالوا: إن الإيمان هو التصديق فقط.
  والجواب: ما مر من الأدلة التي منها ما رواه البخاري عن النبي ÷: «لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ... الحديث»، وهذا نص في محل النزاع، وهو دليل يستلزمه الخصم.
الكفر والفسق والنفاق
  الكفر في لغة العرب يقال بمعنى التغطية، ومنه سمي الزارع كافراً؛ لأنه يغطي البذر، وسمي الليل كافراً؛ لأنه يغطي بظلمته كل شيء.
  وفي عرف اللغة يطلق الكفر ويراد به الإخلال بشكر المنعم، ومن ذلك قول عنترة:
  نبئت عمراً غير شاكر نعمتي ... والكفر مخبثة لنفس المنعم
  وقد نقل الشرع كلمة الكفر إلى معنى ديني، هو - كما ذكره الإمام المهدي # -: الخلو عن معرفة الله تعالى ونبوة نبيه ÷، أو الاستخفاف بالله أو بنبيه، أو بشيء مما جاء به، أو تكذيبه في شيء مما علم ضرورة أنه جاء به بقول