قصد السبيل إلى معرفة الجليل،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

التعريف لهذا العلم

صفحة 13 - الجزء 1

مقدمة

التعريف لهذا العلم

  يقال لهذا العلم: علم الكلام، ويقال له أيضاً: علم أصول الدين، وبهذا العلم تبين الطريق القريبة التي ينبغي أن يسلكها النظر والفكر من أجل الوصول إلى تحصيل عقائد الإسلام الصحيحة المتعلقة بتوحيد الله تعالى وعدله ووعده ووعيده والنبوءة والإمامة وما يلحق بذلك أو يتصل به، وسمي هذا العلم كلاماً لأن الاستدلال فيه بين أهل المذاهب في الأغلب إنما هو بأدلة العقول فيعبر اللسان عن تلك الدلالة بالكلام.

  وقبل الدخول في الموضوع الأصلي لهذا العلم وهو التوحيد والعدل و ... إلخ، ينبغي أن نذكر العقل وما قيل حوله؛ لما عرفت من أن الغالب في هذا العلم هو الاستدلال بأدلة العقول، ثم نذكر النظر والفكر لما عرفت أيضاً في تعريف هذا العلم من أن تحصيل العقائد إنما هو عن طريق النظر والفكر.

  ثم نتبع ذلك بذكر المؤثرات، لما لمعرفتها من الصلة بموضوع هذا العلم، وذلك من حيث إن الطريق إلى الإيمان بالله تعالى هو النظر والتفكير في الأثر، والأثر هو المجال الذي يسرح فيه النظر والتفكير، وعن طريقه يصل الناظر إلى الإيمان والتصديق باللطيف الخبير.

  والأثر يسمى دليلاً، والتعبير عن كيفية النظر والتفكير يسمى استدلالاً.

  وهذا العلم على الجملة من فروض الأعيان الواجبة على كل مكلف، وليس مقصوراً على الدارسين، بل هو واجب على الأمي والقارئ، والعالم والجاهل، والذكر والأنثى.

  وقد يسر الله تعالى الطريق لجميع المكلفين، فجعل لهم عقولاً وأسماعاً وأبصاراً، وبث لهم الآيات في آفاق السموات والأرض وفي أنفسهم، يلمسونها بأيديهم، ويبصرونها بأعينهم، ويسمعونها بآذانهم.