قصد السبيل إلى معرفة الجليل،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

الحقيقة والمجاز

صفحة 63 - الجزء 1

  نعم، يمكن أن يقال: إن النزاع في معنى الصفة يعود إلى أمر لغوي، فإذا ثبت أن الصفة لا تقال في اللغة إلا لقول الواصف - كما قاله المهدي # - صح ذلك، ولا يلزم منه ما ذكرنا من أن السامع لا يفهم منه إلا مجرد القول، وأن الله تعالى ليس له صفة إلا مجرد قول الواصف.

الحقيقة والمجاز

  يذكر المتكلمون الحقيقة والمجاز في كتب الكلام من أجل بيان ما يجوز إطلاقه على الله تعالى من الأسماء والصفات بطريق الحقيقة أو المجاز وما لا يجوز؛ لذلك نقول:

  الاسم ينقسم إلى حقيقة ومجاز.

الحقيقة وأقسامها

  فالحقيقة: هي اللفظ المستعمل في ما وضع له في الاصطلاح الذي وقع به التخاطب.

  وتنقسم الحقيقة إلى أقسام:

  ١ - الحقيقة اللغوية: كأسد للحيوان المفترس، وجبل وشمس وقمر وما أشبه ذلك من الأسماء الباقية على معانيها التي وضعها العرب لها حين وضعوا اللغات.

  ٢ - الحقيقة العرفية العامة: كالقارورة للإناء المصنوع من الزجاج، والدابة لذات الأربع، ونحو ذلك من الكلمات التي نقلها العرب من معانيها الأصلية إلى معان أخر، وفيما ذكرنا فقد كانت القارورة اسماً لكل ما يستقر فيه الشيء، ثم نقله العرب إلى إناء من الزجاج، وكانت الدابة اسماً لكل ما يدب على الأرض، ثم تعارف العرب على جعله لذي الأربع فقط.

  ٣ - العرفية الخاصة: كالكلام، والرفع، والحقيقة والمجاز، فالكلام حقيقة عند أهل أصول الدين في علم أصول الدين، والرفع حقيقة عند أهل النحو في العلامة المعروفة، والحقيقة اسم حقيقي عند البيانيين للكلمة المستعملة فيما