قصد السبيل إلى معرفة الجليل،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

التعبد بخبر الواحد

صفحة 169 - الجزء 1

  وفي جماعة العترة: آية التطهير، وآية المودة، وحديث الثقلين، وحديث السفينة، وغير ذلك كثير، وسيأتي فيما بعد - إن شاء الله - بحثٌ حول ذلك.

  هذا، ولأخبار الآحاد تفاصيل وخلافات مذكورة في أصول الفقه.

التعبد بخبر الواحد

  التعبد بخبر الواحد جائز، ولا مانع منه، ويدل على ذلك:

  ١ - إجماع الصحابة ومن بعدهم على العمل به، ذكر ذلك الإمام عبد الله بن حمزة #.

  ٢ قوله تعالى: {إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ ٦}⁣[الحجرات] فإن فيها دليلاً بمعونة سبب نزولها أن النبي ÷ والصحابة كانوا يعملون بخبر الآحاد.

  ٣ - ما تقرر في العقول من جواز أو وجوب العمل بخبر الواحد في دفع الضرر عن النفس.

  وللعمل بخبر الواحد شروط هي: العدالة، والضبط، ثم العرض على كتاب الله تعالى.

  واشتراط العرض هو قول القاسم والهادي وولده المرتضى والقاسم بن علي العياني $ وغيرهم، وذلك لما روي عن النبي ÷ أنه قال: «ألا وإنه سيكذب علي كما كذب على الأنبياء من قبلي، فما روي عني فاعرضوه على كتاب الله تعالى، فما وافقه فهو مني وأنا قلته ...» الحديث⁣(⁣١).


(١) أورده الإمام القاسم الرسي في كتاب الرد على الروافض من مجموع كتبه ورسائله والإمام الهادي كذلك، والمتوكل على الله أحمد بن سليمان في حقائق المعرفة (٤١٤) وانظر تفصيل ذلك في (فصل الخطاب في خبر العرض على الكتاب) للإمام الحجة مجد الدين المؤيدي في كتابه مجمع الفوائد، وانظر كشف الخفاء (١/ ٥٣٢) بلفظ: (سيكذب علي) ولم يذكر آخره وروى حديثاً يدل عليه بلفظ مختلف، وهو كذلك في غيره من المصادر، أما آخره فرواه كثير من أهل الحديث منفرداً بلفظ: «ما جاءكم عني فاعرضوه على كتاب الله فما وافقه ... إلخ» انظر: معرفة السنن والآثار (١/ ١١١) رقم (٦٩)، وقريباً منه في جامع المسانيد والسنن (١/ ٦٥٥) رقم (١٣٦٨)، جامع الأحاديث (٥/ ٤٩) رقم (٣٧١٥) وعزاه للطبراني.