وكل ذلك من أجل السلامة من القتل المحتم والتعذيب وإهلاك الحرث والنسل الذي كان يتعرض له أشياع علي #، أو حتى من يتهم بحب علي #.

  وما زال هذا النوع من الناس موجودين في ذلك الزمان وما بعده على طول التاريخ، غير أن خوف القتل يخفيهم ويسترهم.

  وأهل السنة والجماعة يعتبرون هذا النوع خوارج وشذاذاً، بل يحكمون بزندقتهم، ويسمونهم روافض، وشيعه، وقدرية، و ... إلخ.

  وبما ذكرنا يتبين لك أيها الناظر أن مذهب أهل السنة والجماعة مذهب بعيد عن الإسلام، وخارج عن حدوده، وأن كتاب الله تعالى يتبرأ منه، وسنة الرسول تتبرأ منه أيضاً، بل وفطرة العقل تتبرأ منه.

السبب في انتشار مذهب أهل السنة

  السبب في انتشاره واشتهاره وكثرة أتباعه هو ما حظي به من دعم معاوية له، وفرضه على الناس بكل ما أوتي من قوة السلطان بالترغيب والترهيب، ثم من بعده سلاطين بني أمية، ثم سلاطين بني العباس، فصار من أجل ذلك هو المذهب الوحيد في كل البلاد الإسلامية.

  والسبب في عناية معاوية بتبني هذا المذهب، ثم من جاء بعده من الملوك هو ماله فيه من المصالح السياسية الداعمة لسلطانه.

  فإنك إذا نظرت في هذا المذهب وجدته حصناً حصيناً لسلطان معاوية أولاً، ثم لسلاطين بني أمية، ثم لمن أتى بعدهم.

  ومن هنا تجد بني العباس مع شدة عداوتهم لبني أمية وحرصهم على طمس كل ما له صلة بهم اضطروا إلى العناية بمذهبهم، والسير في طريقهم.

مذهب شيعة علي (ع)

  مذهب علي # وأتباعه وأشياعه هو المذهب الحق الذي كان عليه الرسول ÷ والصحابة الأبرار، والذي قتل في سبيله أمير المؤمنين #، وعمار بن ياسر، وخزيمة ذو الشهادتين، وأبو أيوب الأنصاري، وغيرهم من