تكفير السيئات
تكفير السيئات
  واكتساب المؤمنين للحسنات والآلام النازلة بهم من الأمراض والهموم والأحزان تكفر الذنوب؛ لقوله تعالى: {إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ}[هود: ١١٤]، وقوله تعالى: {إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ}[النساء: ٣١].
  وفي الحديث: «من موجبات المغفرة إدخالك السرور على أخيك المؤمن»، وفي الحديث أيضاً: «من غسل أخاه، ونظفه، ولم يقذره، ولم ينظر إلى عورته، خرج من ذنوبه عطلاً» أو كما قال(١).
  وجاء في الحديث: إن الصلوات الخمس تكفر ما بينهن من الذنوب، وكذلك الجمعة والصيام والحج وغير ذلك.
  وعنه ÷: «من وعك ليلة كفر الله عنه ذنوب سنة»، والأحاديث الواردة في هذا الباب كثيرة.
  إذا عرفت ذلك فاعلم أنه لا يسقط من ثواب الحسنات بقدر ما أسقطت من الذنوب، بل يبقى ثواب الحسنات كاملاً، وكذلك التوبة لا يسقط من ثوابها بقدر ما أسقطت من الذنوب، خلافاً لبعض أهل الموازنة، وقد تقدم الجواب عليهم.
  هذا، وتكفير الحسنات والآلام للذنوب يقع على صورتين:
  ١ - تكفر صغائر الذنوب بنفسها من غير واسطة توبة.
  ٢ - تكون الحسنات والآلام سبباً داعياً إلى التوبة، فيعم التكفير للكبائر والصغائر بواسطة التوبة.
  وقد دلت الأدلة على كل من الصورتين، وما تقدم يشهد للصورة الأولى، وأما دليل الصورة الثانية فهو قوله تعالى: {... وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ١٦٨}[الأعراف].
  {فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا ..}[الأنعام: ٤٣].
  {أَوَلَا يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عَامٍ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ لَا يَتُوبُونَ وَلَا هُمْ يَذَّكَّرُونَ ١٢٦}[التوبة].
(١) ورد هذا الحديث في مسند الإمام زيد بن علي # في كتاب الجنائز باب غسل الميت بلفظ: حدثني زيد بن علي عن أبيه عن جده عن علي $ قال: قال رسول الله ÷: «من غسل أخاً له مسلماً فنظفه ولم يقذره، ولم ينظر إلى عورته ولم يذكر منه سوءاً، ثم شيعه وصلى عليه، ثم جلس حتى يدلى في قبره خرج من ذنوبه عطلاً».