الروح
  وقال سبحانه عن أهل الإفك: {لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْأِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ ١١}[النور] فلم يسوِّ سبحانه بين أهل الإفك في الجزاء، بل خص بعضهم بنوع من العذاب عظيم، والآيات في هذا الباب كثيرة.
الرُّوح
  الروح هو ما لا يكون الحيوان حيّاً إلا به، وهو سرٌّ من أسرار الله سبحانه وتعالى استأثر بعلمه، قال تعالى: {وَيَسْأَلونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلاً ٨٥}[الإسراء].
  قال الإمام القاسم بن إبراهيم والإمام الهادي والإمام الناصر والإمام الحسين بن القاسم العياني والإمام المؤيد بالله والإمام أحمد بن سليمان $ وغيرهم: إن الروح جسم لا يعلم حقيقته إلا الله تعالى، وحينئذ فلا سبيل إلى معرفة حقيقته وماهيته، فلا ينبغي الخوض في ذلك، ومثل ذلك العقل، والسمع، والبصر، وسائر الحواس، فإن ماهياتها وحقائقها مما استأثر الله تعالى بعلمه، وغاية ما يمكّن الإنسان من المعرفة لذلك هو أن يعرف أن العقل عرض محله القلب على قولنا، أو الدماغ على قول آخر، به يميز المرء بين الحسن والقبيح و ... إلخ.
  والبصر عرض محله الحدق، به تدرك المرئيات، والسمع عرض محله الصماخ، به تدرك الأصوات، وعلى هذه الطريقة يقال في سائر الحواس، أما معرفة ما وراء ذلك فمما لا سبيل إليه، ولا قدرة للبشر على الوصول بعقولهم إلى معرفته.
  وعلم الطب والتشريح وإن بلغ الغاية في التطور فمقصور على معرفة أعضاء الجسم وأجهزته وآلاته التي هي مكان للروح والعقل والسمع والبصر و ... إلخ.
فناء العالم
  لا خلاف في فناء العالم بين أهل الإسلام، وإنما الخلاف في كيفية الفناء.
  وحصول معرفة ذلك إنما هي من جهة السمع، وربما توصلت بعض العقول إلى معرفة ذلك، كما روي أن عبد المطلب كان يقول: لن يخرج من الدنيا ظالم حتى ينتقم الله منه، فقيل له: إن فلاناً مات حتف أنفه، فأطرق ساعة فقال: لا بد