الأسماء والصفات
  فسألهم خصومهم عن تلك الأمور: هل هي موجودة أو معدومة؟ وهل هي قديمة أو محدثة؟ وكيفما أجابوا فإنه يلزمهم الخروج عن الحق، فاضطروا عند ذلك إلى الجواب بأن الصفات لا توصف، فلا يقال: إنها هي الله ولا غيره، ولا شيء ولا لا شيء، ولا موجودة ولا معدومة، ولا قديمة ولا محدثة.
الأسماء والصفات
  يطلق لفظ الصفة على معان:
  ١ - يطلق في أصل اللغة على قول الواصف الذي يدل على بعض أحوال الذات، كقولنا: هذا الرجل طويل، أو قصير، أو عاقل، أو أحمق، أو كريم، أو نحو ذلك، فكل ذلك صفات لغوية، أما نحو: رجل وفرس وزيد وعمر فليس بوصف.
  ٢ - يطلق الوصف في عرف اللغة على المعنى الذي تفيده كلمة طويل أو قصير وهو الطول والقصر.
  ٣ - تطلق الصفة في اصطلاح المتكلمين على معنيين: وهذان المعنيان على مذهب المعتزلة:
  ١ - كل أمر زائد على الذات داخل ضمن العلم بها والوصف لها، كالعلم فإنه ذات موجبة لصفة هي العالمية، والحياة فإنها ذات موجبة لصفة هي كونه حياً، وكالاحتراك والسكون والاجتماع والافتراق فإن كل ذلك يوجب صفة، هي كونه متحركاً وساكناً ومجتمعاً ومفترقاً. وكصحة الإحكام فإنها حكم مقتضى عن العلم والمحكم، وتماماً كما سبق عند ذكر المؤثرات، ومثال السلب: ليس بعالم فإن سلب ذلك يقتضي صفة، هي كونه ليس بعالم، وهذا المعنى عام يشمل الحكم والصفة والإيجاب والسلب وقد مثلنا لكل ذلك.
  ٢ - تطلق الصفة ويراد بها الخصوصية التي لا تستقل بنفسها ويكفي في تحقق معقولها مجرد الذات، وذلك كالعالمية والقادرية و ... إلخ، فإن العالمية ونحوها خصوصية ناتجة عن الذات التي هي العلم، وهذا المعنى خاص.