قصد السبيل إلى معرفة الجليل،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

بعض أباطيل مذهب الإسماعيلية

صفحة 209 - الجزء 1

  أليس هذا من الظلم الذي تمدح الله تعالى بنفيه عن نفسه في نحو قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْراً عَظِيماً ٤٠}⁣[النساء]؟!

  وكل عقائد أهل السنة تقريباً وكل مذاهبهم يقف عندها العقل متحيراً متسائلاً، وإن شئت المزيد في هذا الباب فارجع إلى كتاب (لماذا؟ وهل؟ وكيف؟) ففيه الكثير من التساؤلات التي وضعها العقل، واستشكلتها الفطرة على ذلك المذهب ...

  وقد ذكرنا فيما سبق شيئاً من الخرافات المذهبية حول مذهب الإمامية عند الكلام عليهم، فارجع إليه، ونعني بهم الجعفرية.

بعض أباطيل مذهب الإسماعيلية

  أما الإمامية الإسماعيلية فأصول عقائدهم على التحقيق غير واضحة على المستوى العام؛ لتكتمهم على مذهبهم، فلا يوجد لهم كتاب.

  وقد كان أول مذهب الإسماعيلية في اليمن جاء عن طريق أبي القاسم بن فرج بن حوشب بن زاذان الكوفي، وعلي بن الفضل الخنفري.

  أما أبو القاسم فطلع جبل مسور واستفتحه، وبنى به حصناً.

  وأما علي بن الفضل فاستولى على أرض يافع، ثم اشتدت وطأته فاستولى على أكثر مخاليف اليمن، وأعلن الكفر، وأحل جميع المحرمات، وخرب المساجد، وكان يدعي أنه نبي، فقال فيه بعض شعراء عصره:

  خذي العود يا هذه واضربي ... نقيم شرائع هذا النبي

  تولي نبي بني هاشم ... وهذا نبي بني يعرب

  فحط الصلاة وحط الزكاة ... وحط الصيام ولم يتعب

  ذكر ذلك نشوان في كتابه (الحور العين) ص ٢٥٢.