الآلام وما يلحق بها
  والاختلاف، بخلاف تفسير المجبرة فإنه متناقض مع قوله تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ٥٦}[الذاريات].
  ولا خلاف بين المسلمين أن القرآن سالم من التناقض والاختلاف {لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِه}[فصلت: ٤٢] {وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اختلافاً كَثِيراً ٨٢}[النساء].
الآلام وما يلحق بها
  الألم يحصل في الحيوان بفعل فاعل، والفاعل هو الله سبحانه وتعالى يحدثه الله سبحانه وتعالى بسبب أو بغير سبب.
  والسبب قد يكون من العبد كالضرب ونحوه، فإنه سبب لحصول الألم، فالألم الحاصل مع الضرب وبعده هو من فعل الله تعالى، لا من فعل العبد، والعبد إنما فعل السبب.
  وقال أهل الطبيعة: بل الآلام الحاصلة من غير سبب من العبد إنما حصلت بتغير الطبائع والأمزجة، وسموا ذلك الطبع.
  قلنا: الألم من الله تعالى، وتغير الطبائع والأمزجة سبب خلقه الله سبحانه، فالحرارة والبرودة والرطوبة واليبوسة ونحو ذلك من صنع الله سبحانه وتعالى.
  والجراثيم التي تتسبب في حصول الأمراض هي أيضاً من خلق الله تعالى، وحينئذ يتبين أن الأمراض من فعل الله تعالى، وقد يخلق الله تعالى المرض في الحيوان من غير سبب.
  هذا، وقول المطرفية قريب من قول الطبائعية؛ لأنهم يقولون: إن الآلام ناتجة عن إحالات الأجسام وتأثير الطبائع، فالجواب عليهم كالجواب على الطبائعية.