في الصور
  فلا ينبغي لمسلم أن يشكك في حصوله مع هذه الأدلة الواضحة التي هي اتفاق الأمة، وإجماع أئمتنا $، والروايات الصحيحة الثابتة في صحاح أهل السنة، وصحاح أئمتنا $، وكلها متلقاة بالقبول والتسليم من غير نكير على طول التاريخ إلى اليوم.
  وبمثل ذلك تقوم الحجة على وجوب الإيمان به والتصديق، بل إن الحجة تقوم بأقل من ذلك.
  وفي ظني أن من أنكر عذاب القبر في هذا الزمان لم يطلع على ما ذكرنا من الأدلة، ولو أنه اطلع عليها لم يتجاسر على الإنكار.
في الصُوُر
  الصور: المذكور في قوله تعالى: {وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ ...}[النمل: ٨٧] ونحوه، المراد به صُوَر الأموات، ينفخ فيها الله الروح، ويحييها للحساب والجزاء يوم القيامة.
  ذكر ذلك الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين بن القاسم $، وهو المأخوذ من كلام القاسمية، وحكى الإمام المهدي مثل ذلك عن قتادة وأبي عبيدة.
  قال الهادي في كلام طويل: والصور جمع الصورة، والعرب تقول: صورة وصورتان وصور، ثم تجمع الصور فيكون جمعهاً صوراً، فهذا معنى الصور.
  والنفخ في الصور نفختان:
  إحداهما: ينفخ الله فيها لإفنائها.
  والثانية: ينفخ الله فيها لإحيائها للحساب والجزاء.
  قال صاحب الأساس #: ولهذا الجمع نظائر في لغة العرب مثل: النُقْب جمع نقبة، والصوف جمع صوفة، والعطب جمع عطبة، والقطن جمع قطنة، والبسر جمع بسرة، ونحو ذلك مما ميز واحده بالتاء، وعلى الجملة أن محققي علماء العربية أجمعوا على أن ذلك قياس فيما عدا صنعة البشر .... إلخ.