قصد السبيل إلى معرفة الجليل،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

التفضيل

صفحة 227 - الجزء 1

  وتبطل إمامة الإمام بحصول مانع له من القيام بأعمال الخلافة كالجنون والجذام وما أشبه ذلك، وبالفسق؛ فإذا فسق الإمام بطلت إمامته، وهذا بعيد غاية البعد فيمن كملت فيه شروط الإمامة، ويلحق بذلك عدم قيامه بما يجب عليه من منابذة الظالمين، والقيام بأمور الدين، وتبطل أيضاً بالأسر المأيوس، والعبرة في ذلك بإياس الرعية.

التفضيل

  التفضيل من أعظم ما ابتلى الله به عباده، ومن أشد التكاليف وأثقلها على المكلفين، ولا يحمل هذا التكليف الثقيل ولا يستسيغه إلا المتواضعون.

  وهم الذين قال الله تعالى عنهم في سورة الفرقان: {وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً .... إلخ}⁣[الفرقان: ٦٣].

  وأول التواضع هو التواضع لله تعالى بالسمع والطاعة والرضا والانقياد والتسليم فيما كبر وصغر من التكاليف، وتماماً كما حكى الله تعالى عن إيمان الرسول والمؤمنين في سورة البقرة: {وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ ٢٨٥ ...}⁣[البقرة].

  إذا عرفت ذلك فاعلم: أن أفضل الأمة بعد نبيها ÷ علي #، ثم الحسن، ثم الحسين، ثم جماعة العترة أفضل من أي جماعة من جماعات الأمة، وأفراد فضلاء العترة أفضل من أفراد فضلاء غيرهم.

  والدليل: ما صح عن النبي ÷ بالاتفاق كما أورده أهل الحديث: «الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة وأبوهما خير منهما»⁣(⁣١).

  وقد تقدم حديث الثقلين، وحديث الكساء، وآية المودة، وآية التطهير، ووجوب الصلاة، عليهم في الصلاة، وكل ذلك يشهد لما ذكرنا، والأدلة كثيرة في هذا الباب، لا تكاد تدخل تحت الحصر، ومن أراد المزيد فعليه بلوامع الأنوار والشافي.


(١) سبق تخريجه.