صور من إعجاز القرآن الكريم غير ما سبق
صور من إعجاز القرآن الكريم غير ما سبق
  هذا، وفي القرآن معجزات أُخَر غير ما ذكرنا، منها:
  ١ - الإخبار بمغيبات كقوله تعالى: {ألم ١ غُلِبَتِ الرُّومُ ٢ فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ ٣ فِي بِضْعِ سِنِينَ ٤}[الروم] فكان الأمر كما ذكر الله، فإن الروم غلبت الفرس بعد سبع سنين من نزول هذه الآية، ونحو ما أخبر الله تعالى به عن أسرار المنافقين واليهود والمشركين، وغير ذلك كثير.
  ٢ - الإخبار عن الأنبياء السابقين والأمم الماضين مع علم المشركين من قريش وغيرهم أن النبي ÷ لم يخالط علماء أهل الكتاب ولا غيرهم من أهل العلم بالتاريخ.
  ٣ - اشتمال القرآن على أحكام وشرائع حكيمة تميل إليها فطرة العقل لما فيها من العدل والسمو والرفعة والكرامة والرحمة و ... إلخ، ومن أمثلة ذلك ما ذكره الله تعالى من تنظيم النكاح والطلاق والعدة، وتوفير حق الزوجة، والعدل في الزوجات، ثم الأمر بالاستئذان عند الدخول إلى البيوت، وغض البصر.
  وحرم تبرج النساء بالزينة، وأمرهن بالستر وقرارة البيوت، وفي ذلك من العدل والعفة والطهارة ما لا يقدر قدره، ثم ما ذكره الله من تحصين ذلك والمحافظة عليه بما شرع من حد الزنا والقذف، وهكذا سائر شرائع الإسلام فإنها جاءت لترفع الإنسان من مهاوي الشهوة والرذيلة إلى سماء الفضيلة والكرامة والطهارة، وهذا في حين أن البشر جميعاً لو اجتمعوا وتعاونوا على تأسيس قوانين وشرائع مثل التي جاءت في القرآن وفي دين الإسلام لما استطاعوا، ولما اهتدوا، وذلك أن الله تعالى قد أحاط علمه بما يصلح العباد وبما يفسدهم، وبمدى قوتهم وطاقاتهم في كل زمان، وفي كل مكان، فشرع سبحانه وتعالى شرائعه وأحكامه على حسب ما يَقتضيه العلم والحكمة.