قصد السبيل إلى معرفة الجليل،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

اختبار أمة محمد بأهل بيت نبيها ÷

صفحة 300 - الجزء 1

  ومن ذلك ما ذكره الله تعالى عن جيش طالوت في قوله تعالى: {قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلاً مِنْهُمْ ... الآية}⁣[البقرة: ٢٤٩].

  ومن ذلك ما ذكره الله عن أصحاب القرية: {إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعاً وَيَوْمَ لَا يَسْبِتُونَ لَا تَأْتِيهِمْ كَذَلِكَ نَبْلُوهُمْ ... الآية}⁣[الأعراف: ١٦٣].

  وأمثال ذلك في القرآن كثير ..

اختبار أمة محمد بأهل بيت نبيها ÷

  وابتلى الله تعالى أمة محمد ÷ واختبرهم بأهل بيت نبيه ÷، فأمرهم بمودتهم، وبالصلاة عليهم في كل صلاة، وفضلهم الله تعالى على سائر الناس، وشرفهم، ورفع قدرهم وذكرهم، وقرن ذكرهم بذكر نبيه ÷، وبالقرآن وجعلهم خلفاء رسوله، والمبلغين بعده، وجعلهم أهل الحق والهدى، وأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً ... وإلى آخر ما طفحت به آيات القرآن وسنة الرسول ÷، فاشتد هذا التكليف، وعظمت به البلوى، وكبر على النفوس، فهلك بسببه أكثر الأمة إلا من امتحن الله قلبه للإيمان.

  وكان ما كان مما أخبر به الرسول ÷ في حديث الصحيحين الذي يقول فيه ÷: «فيؤخذ بهم ذات الشمال، فأقول أصحابي أصحابي، فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك، إنهم ارتدوا على أدبارهم القهقرى، فأقول سحقاً سحقاً»⁣(⁣١).

  وفي آخر في الصحيحين: «فلا أراه ينجو منهم إلا مثل همل النعم»⁣(⁣٢).

تكرار الرسول ÷ لبيان حق أهل بيته (ع) لتتم الحجة

  وقد كان الرسول ÷ أكثر من بيان ما كلف الله تعالى به الأمة في أهل بيته، وصرّف لهم الأدلة وكررها {لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ وَإِنَّ اللَّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ ٤٢}⁣[الأنفال].


(١) صحيح البخاري من رقم (٦٥٨٢) إلى رقم (٦٥٨٥)، صحيح مسلم رقم (٢٤٧، ٢٤٩).

(٢) صحيح البخاري (٥/ ٢٤٠٧) رقم (٦٢١٥).