اختبار أمة محمد بأهل بيت نبيها ÷
  ومن ذلك ما ذكره الله تعالى عن جيش طالوت في قوله تعالى: {قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلاً مِنْهُمْ ... الآية}[البقرة: ٢٤٩].
  ومن ذلك ما ذكره الله عن أصحاب القرية: {إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعاً وَيَوْمَ لَا يَسْبِتُونَ لَا تَأْتِيهِمْ كَذَلِكَ نَبْلُوهُمْ ... الآية}[الأعراف: ١٦٣].
  وأمثال ذلك في القرآن كثير ..
اختبار أمة محمد بأهل بيت نبيها ÷
  وابتلى الله تعالى أمة محمد ÷ واختبرهم بأهل بيت نبيه ÷، فأمرهم بمودتهم، وبالصلاة عليهم في كل صلاة، وفضلهم الله تعالى على سائر الناس، وشرفهم، ورفع قدرهم وذكرهم، وقرن ذكرهم بذكر نبيه ÷، وبالقرآن وجعلهم خلفاء رسوله، والمبلغين بعده، وجعلهم أهل الحق والهدى، وأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً ... وإلى آخر ما طفحت به آيات القرآن وسنة الرسول ÷، فاشتد هذا التكليف، وعظمت به البلوى، وكبر على النفوس، فهلك بسببه أكثر الأمة إلا من امتحن الله قلبه للإيمان.
  وكان ما كان مما أخبر به الرسول ÷ في حديث الصحيحين الذي يقول فيه ÷: «فيؤخذ بهم ذات الشمال، فأقول أصحابي أصحابي، فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك، إنهم ارتدوا على أدبارهم القهقرى، فأقول سحقاً سحقاً»(١).
  وفي آخر في الصحيحين: «فلا أراه ينجو منهم إلا مثل همل النعم»(٢).
تكرار الرسول ÷ لبيان حق أهل بيته (ع) لتتم الحجة
  وقد كان الرسول ÷ أكثر من بيان ما كلف الله تعالى به الأمة في أهل بيته، وصرّف لهم الأدلة وكررها {لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ وَإِنَّ اللَّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ ٤٢}[الأنفال].
(١) صحيح البخاري من رقم (٦٥٨٢) إلى رقم (٦٥٨٥)، صحيح مسلم رقم (٢٤٧، ٢٤٩).
(٢) صحيح البخاري (٥/ ٢٤٠٧) رقم (٦٢١٥).