قصد السبيل إلى معرفة الجليل،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

ما يجوز إطلاقه على الله تعالى من الأسماء وما لا يجوز

صفحة 69 - الجزء 1

  وقوله تعالى: {سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَا الثَّقَلَانِ}⁣[الرحمن: ٣١]، كناية عن شدة الوعيد.

  هذا، وجميع ما ذكرنا من المجاز والكناية لا يجوز إطلاقه على الله تعالى إلا سماعاً.

ما يجوز إطلاقه على الله تعالى من الأسماء وما لا يجوز

  ولا يجوز أن نسمي الله تعالى بشيء من الأسماء إلا بما يتضمن المدح لله تعالى والثناء عليه كما قال تعالى: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا}⁣[الأعراف: ١٨٠]، ولا تحتاج الأسماء الحقيقية التي تتضمن المدح لله تعالى والثناء عليه إلى إذن سمعي.

  وقال قوم: بل لا بد من الإذن، وهؤلاء هم الذين يقولون: إن أسماء الله تعالى توقيفية.

  قلت: قد سمى الله تعالى نفسه في كتابه وعلى لسان رسوله ÷ بالأسماء الحسنى، وأثنى على نفسه بها، وليس بمقدور المكلف أن يثني على الله تعالى بأكثر مما أثنى على نفسه، وفي دعاء النبي ÷: «لا أحصي ثناءً عليك، أنت كما أثنيت على نفسك».

  وشيء: ليس من أسمائه تعالى، فلا يجوز إطلاقه على الله تعالى إلا إذا وقع كناية عنه جل وعلا، ولا يكون كناية إلا مع ضميمة تنضم إليه، وحينئذ فيصح أن نقول: (شيء لا كالأشياء).

  وقد يكون لفظ الشيء كناية من غير ضميمة، وذلك في نحو مقام الاستدلال، والاستفسار، والتعميم.

  أما الاستدلال فنحو أن يقال: لا بد في حدوث المحدَث من شيء صدر عنه الحدوث.

  وأما الاستفسار فنحو: {قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ اللَّهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ}⁣[الأنعام: ١٩].

  وأما التعميم فنحو: {وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}، {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ}⁣[القصص: ٨٨].

  وأما في غير ما ذكرنا فلا يجوز إطلاقه على الله تعالى، إذ لا مدح فيه لله ولا ثناء، ولا يفيد إطلاقه على الله تعالى أي فائدة.