الطريق إلى معرفة الرواية الصحيحة
  وقد كان يكون الكلام من رسول الله ÷ له وجهان: فكلام خاص، وكلام عام، فيسمعه من لا يعرف ما عني به رسول الله ÷ فيحمله السامع ويوجهه على غير معرفة بمعناه، ولا ما قصد به، ولا ما خرج من أجله.
  وليس كل أصحاب رسول الله ÷ كأن يسأله ويستفهمه، حتى إن كانوا ليحبون أن يجيء الأعرابي أو الطارئ فيسأله ÷ حتى يسمعوا كلامه، وكان لا يمر بي شيء من ذلك إلا سألت عنه، وحفظته، فهذه وجوه ما عليه الناس في اختلافهم وعللهم في رواياتهم ... انتهى كلامه #.
الطريق إلى معرفة الرواية الصحيحة
  قلت: قد كثرت الأحاديث المروية عن النبي ÷ كما قال أمير المؤمنين، وأصبحت فرق الإسلام اليوم كثيرة، وكل فرقة تروي من الحديث ما لا يكاد يحصى، ودونت ذلك في كتب، ولا يجوز قبول ما روي من الحديث عن النبي ÷ إلا إذا قامت الدلالة الصحيحة على صحة الرواية، والذي يدل على صحة الرواية:
  إما أن تجمع الطوائف المختلفة على صحتها.
  وإما أن تقوم الدلالة المعتبرة على ثقة الرواة وعدالتهم، ولم تقم الدلالة إلا على ثقة أهل البيت وعدالتهم، وذلك كحديث الثقلين والكساء، وآية التطهير والمودة و ... إلخ، فإن ذلك شهادة من الله ورسوله ÷ لأهل بيت الرسول ÷ بالعدالة والثقة وأنهم أهل التبليغ والهدى، وأن متبعهم ناج، ومخالفهم هالك.
  وعلى هذا فما صححه أهل البيت من الحديث فهو صحيح، وما لا فلا، أما سائر الفرق فلم يأتوا على صحة ما رووا بدليل.
  هذا، وقد قال قوم بامتناع العمل بخبر الواحد سمعاً، واستدلوا بقوله تعالى: {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ}[الإسراء: ٣٦]. و {إِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً}[يونس: ٣٦] ونحو ذلك من الآيات التي تنهى عن اتباع الظن.